الأحد, 22 يونيو 2025 05:50 PM

ترمب يقصف مواقع إيرانية: هل بات مصير المنطقة بيد طهران؟

ميخائيل عوض: هل نفذ الرئيس ترمب تهديداته؟ طائراته قصفت مواقع نووية إيرانية بقنابل زنة ١٤ طن، معلناً أن وقت السلام قد حان ومتباهياً بجيشه وأسلحته، ومتوعداً بالمزيد. فما هي التداعيات؟

أمريكا، الداعمة الرئيسية لإسرائيل، تزودها بالسلاح والذخائر. نتنياهو لم يكن ليجرؤ على هذه الخطوة لولا موافقة ترمب، بغض النظر عن الجهات التي كلفته بذلك من اللوبيات الأمريكية المتصارعة. من المستفيد من هذا العدوان الذي نفذه نتنياهو؟ كما قال السيد نصرالله، "أمريكا هي التي تقود الحرب"، معتمداً على العراقيين لتصفية الوجود الأمريكي في العراق وسورية، مؤكداً أنه "إذا خرجت أمريكا مهزومة، فتحرير فلسطين قد لا يحتاج لحرب".

هذه حرب أمريكا، أو جزء منها، وكلا اللوبيين في أمريكا يكسبان من سقوط إيران وخسارتها الحرب. وقد يكرر ترمب هذه الخطوة مرات عدة، حتى وإن خفض سقف الأهداف، مصرحاً بأنه يريد الملف النووي الإيراني لا إسقاط النظام، داعياً إيران للاستسلام.

في ولايته الأولى، تعرض ترمب لموقف مماثل عندما أسقطت الدفاعات الجوية الإيرانية طائرة مسيرة تجسسية أمريكية، وأصدر أمراً بضرب إيران، لكنه سرعان ما تراجع بعد فشل الوساطة الروسية التي عرضت على إيران ضربة صورية لا تلحق بها ضرراً كبيراً، وهو ما رفضته القيادة الإيرانية حينها.

هل قبلت إيران هذه المرة بضربة مسرحية تعفي ترمب من التورط الكامل، ولا تترك أثراً حاسماً في الحرب؟ ربما. في الحروب، لا يمكن الجزم بأي من الاحتمالات. إذا كانت مسرحية، فسيكون ترمب تاجراً ماهراً، فعل شيئاً يسلحه في مواجهة أنصار نتنياهو في الإدارة، ليقول "كفى، هذا ما نستطيع، ولا يمكن لأمريكا أن تفعل أكثر"، وبالتالي لندع نتنياهو يقلع شوكه بيده، فهذه حربه وحرب حلفائه في الحكومة الخفية، لا شأن لأمريكا الترمبية بها. فيتمكن من الاستثمار بعجزهم ويكمل مهمته بتقليص نفوذهم في أمريكا وإدارتها ويتفرغ لمشروعه في جباية الأموال وتعزيز سيطرته وسعيه لاحتواء خطر انهيار أمريكا وتفجر أزماتها بتغيير بنيتها ونظامها وتأهيلها لزمن جديد.

سبق أن فعل مثلها مع زيلنسكي ونتنياهو ومستشار الأمن القومي السابق بتفويضهم باليمن وعندما عجزوا أقصى المستشار وشذب الأمن القومي وطرد حلفاء نتنياهو…

كل التطورات ومستقبلها والحرب ومساراتها ونتائجها باتت بيد إيران ولقرارها. هونت من الأضرار وأكدَّت أن لا تسرب، وقالت إن اليورانيوم والمعدات الأساسية نُقلت وخزنت بأمان. لم تبادر لضرب القواعد والمصالح الأمريكية أو الغربية لا هي ولا حلفائها وجميعهم قادرون والقواعد والمصالح مكشوفة. ربما الطريقة الإيرانية بطيئة ولا تعمل بردات الفعل، علماً أنَّ التحضيرات واحتمالات العدوان كانت واضحة ومعلنة، وأعلنها "ستيف بانون" القائد الأبرز بحركة أمريكا أولاً، وصرَّح بها أمس. وأيضا لابد لإيران وحلفائها من أن يكونوا قد أُخبِروا أو خَبِروا بالضربة وحدودها.

الرد الإيراني يحسم اتجاهات الحرب ومساراتها، والمنطقي أنَّ إيران باتت في حالة لا تخسر شيئاً، إذا فعلَّت قدراتها وحولت الحرب لإرادتها وتوقيتها هي، وليس لنتنياهو أو ترمب فقد فعلوا كل ما يستطيعون؟ لإيران الحق أن تختار مسارح وساحات الحرب، وكيف ومتى ترد، والحرب ملتهبة وعاصفة. فلا مكان الآن لوقف النار أو البحث عن مخارج دبلوماسية. إلا إذا كانت إيران عاجزة وقررت الاستسلام وهذه الحالة لا مؤشرات عليها حتى اللحظة.

ردت إيران واستخدمت صاروخ "خيبر" لأول مرة على إسرائيل وضربت رشقة كبيرة وصلت غالبيتها، وكأن الطبقات العشر للقبة الحديدية تعطلَّت ولم تعد لها فاعلية تذكر، وهذا منطقي فاليوم هو العاشر من الحرب وبحسب الخبراء الذخائر تنفذ في اليوم الـ١٢ مازال الوقت متاح لمعرفة الرد الإيراني على أمريكا وحلفائها، وليس خطأً تأجيله إلى حين إتمام المهمة بإلحاق هزيمة تامة بإسرائيل. فإن هزمت إسرائيل قد ترحل أمريكا وقواعدها، والأطلسي وقواعده، وينهار النظام العربي والإسلامي برمته. إنَّ غداً لناظره قريب.

(أخبار سوريا الوطن ١-الكاتب)

مشاركة المقال: