عنب بلدي – مارينا مرهج – مع تزايد النشاط الرياضي في الملاعب السورية، يبرز الدور المحوري الذي يلعبه عناصر الدفاع المدني في توفير الدعم اللازم وتأمين الجوانب الصحية والوقائية. لقد أصبح وجودهم مشهدًا مألوفًا قبل وأثناء الفعاليات الرياضية في مختلف أنحاء سوريا.
ينتشر أفراد فرق الدفاع المدني داخل وخارج الملاعب لضمان الاستجابة السريعة لأي طارئ قد يقع، سواء كان ذلك يتعلق بالجمهور، اللاعبين، أو أي حادث غير متوقع. ويعتبر وجود هذه الفرق إضافة قيمة للكوادر الطبية الرياضية، وضمانة لاستمرار المباريات بسلاسة ودون تأخير في حال وقوع أي حادث.
طبيعة العمل تتجاوز الاتفاقيات الرسمية
أوضح مدير مديرية دمشق في الدفاع المدني، حسن حسان، في تصريح خاص لعنب بلدي، أنه لا توجد اتفاقيات رسمية مكتوبة بين الدفاع المدني وأي اتحاد رياضي في سوريا بشأن تواجد فرق الدفاع المدني وفرق الطوارئ والكوارث خلال الفعاليات الرياضية. وأكد أن وجودهم يعتبر جزءًا طبيعيًا من الإجراءات الوقائية المتبعة لتجنب أي ضرر قد يلحق باللاعبين نتيجة الاصطدامات، السقوط، الكسور، أو أي حوادث أخرى تتطلب تدخلًا فوريًا في أرض الملعب أو نقل المصاب إلى أقرب مركز طبي.
وأشار حسان إلى أن تدخلات الدفاع المدني غالبًا ما تقتصر على تقديم الإسعافات الأولية داخل الملعب أو نقل المصابين إلى أقرب مركز طبي أو مستشفى.
يقتصر دور الدفاع المدني في الفعاليات الرياضية على عمليات التطبيب والإسعاف الأولي داخل أرض الملعب، أو النقل من داخل أرض الملعب إلى المراكز الطبية والمستشفيات.
حسن حسان مدير مديرية دمشق في الدفاع المدني
وأضاف أن مهام فرق الدفاع المدني قد تتسع في بعض الأحيان لتشمل التعامل مع الاحتدامات الجماهيرية والأحداث الصاخبة والتصادمات، خاصةً في حالات استخدام الألعاب النارية، حيث يكون عناصر الدفاع المدني على استعداد للتدخل ومنع وقوع الحرائق.
وأكد مدير مديرية دمشق في الدفاع المدني على أهمية التنسيق الفعال بين فرق الدفاع المدني المتواجدة في الفعاليات الرياضية وكوادر وزارة الصحة في المراكز الطبية والمستشفيات القريبة، لضمان الاستجابة السريعة وتبادل المعلومات الطبية الأولية قبل وصول المصاب.
تجدر الإشارة إلى أن الملاعب السورية تشهد في كثير من الأحيان أعمال شغب، مثل تكسير الأثاث أو نزول الجماهير إلى أرض الملعب والاعتداء على الحكام أو اللاعبين، بالإضافة إلى إطلاق الشتائم. ولا يقتصر الشغب على الجماهير فقط، بل يمتد ليشمل اللاعبين أنفسهم، حيث سبق أن قام بعض اللاعبين بضرب الحكام احتجاجًا على قراراتهم.
وفي 17 تشرين الأول 2022، توفي مدرب حراس كرة القدم في نادي معضمية الشام، خالد الشيخ، نتيجة أزمة قلبية (احتشاء في العضلة القلبية) خلال مباراة فريقه مع نادي جرمانا في افتتاح مباريات دوري الدرجة الأولى. وقد نُقل المدرب الشيخ بسيارة أحد الحاضرين إلى مستشفى خاص في مدينة جديدة عرطوز القريبة، بسبب غياب سيارات الإسعاف في الملعب أو بالقرب منه.
وفي ذلك الوقت، اعتبر رئيس نادي معضمية الشام، زكريا داؤود، أن المسؤولية تقع على اللجنة التنفيذية بريف دمشق واتحاد كرة القدم لعدم توفير سيارة إسعاف في الملعب، مشيرًا إلى أن الأندية غير مكلفة بتأمين سيارات الإسعاف أو سيارات الشرطة داخل الملعب.
