في حلقة افتتاحية غير عادية من برنامج "محقّقو التأمين"، تم تقديم قصة فريدة من بلدة ليوبثين في ولاية ميكلنبورغ-فوربومرن الألمانية. حيث يُتهم كلب بالتسبب بنفوق سبعة طيور بوم، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة لمربيها.
وفقًا لرواية مربي الطيور ديرك داوك، قفز كلب من نوع "الراعي الألماني – ميكس" من سور الجيران وبدأ بالركض والنباح بجانب قفص الطيور (فوليير) الذي يضم زوجًا من طيور البوم الملتحي وخمسة فراخ، بالإضافة إلى بيضتين. وادعى داوك أن هذا الأمر تسبب في ذعر شديد للطيور، مما أدى إلى نفوقها تباعًا.
يطالب داوك بتعويض يتراوح بين 30,000 و35,000 يورو، مبررًا ذلك بندرة الطيور وقيمتها العالية في السوق. السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن لنباح كلب أن يتسبب فعلاً في موت طيور بوم؟
لتقصي الحقائق، توجه المحقق في قضايا التأمين، باتريك هوفن (54 عامًا)، إلى حديقة "شفارتسه بيرغه" للحياة البرية بالقرب من هامبورغ للحصول على رأي خبير. التقى هناك بخبيرة البوم كيمبرلي وورمان، التي أكدت أن البوم من الطيور شديدة الحساسية، موضحة: "هي طيور سريعة الهروب، وإذا شعرت بالذعر ولم تجد مخرجًا آمنًا، يمكن أن تنهار وتموت".
وافقت وورمان على أن سعر زوج من البوم الملتحي قد يصل إلى 4,500 يورو، في حين أن بيضة واحدة من هذا النوع النادر قد تباع بسعر يتراوح بين 8,000 و15,000 يورو.
لكن ظهرت مشكلة تتعلق بالتوثيق: على الرغم من وجود صور للطيور النافقة، لا يوجد دليل على وجود البيض المكسور أو العدد الدقيق للفراخ.
زار المحقق هوفن موقع الحادث والتقى بصاحب الكلب، السيد بيترس، الذي أبدى تفهمه للوضع، قائلاً: "لا توجد خصومة بيني وبين جاري، ولدينا تأمين لهذا النوع من الحوادث".
أما داوك، فقد ذكر أنه بعد طرد الكلب، دخل القفص ووجد الأنثى ميتة، ثم لحق بها الذكر، ولم تنجُ الفراخ بعد مغادرة الأم للعش. ومع ذلك، لم يتمكن من تقديم صور للبيض المكسور، معللاً ذلك بقوله: "كيف ألتقط صورة لبيضة مكسورة؟ ببساطة لم أتمكن".
في النهاية، وبالرغم من شكوكه، عرض المحقق هوفن تسوية بقيمة 15,000 يورو، أي ما يعادل نصف المبلغ المطلوب. وافق داوك على العرض، قائلاً: "أعتقد أن باتريك رجل عادل، وأعرف برنامجه جيدًا".
واختتم هوفن بالقول: "لدي شعور أن كلا الطرفين راضٍ عن النتيجة".