الإثنين, 23 يونيو 2025 01:05 AM

درعا: حفر آبار جديدة في "عيون الساخنة" بتل شهاب للتغلب على أزمة المياه

درعا: حفر آبار جديدة في "عيون الساخنة" بتل شهاب للتغلب على أزمة المياه

درعا – محجوب الحشيش: في خطوة تهدف إلى تعويض نقص المياه، أشرفت المؤسسة العامة لمياه الشرب في محافظة درعا، جنوبي سوريا، على حفر آبار داخل الحرم المائي لـ"عيون الساخنة" في بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي. ومن المتوقع أن يتم ربط هذه الآبار بشبكة مياه الشرب وإيصالها إلى الخزانات الرئيسة بحلول نهاية حزيران الحالي.

إلا أن سكانًا في بلدة تل شهاب أعربوا عن شكوكهم في قدرة المؤسسة على إيصال المياه إلى جميع أنحاء البلدة، وذلك بسبب التعديات المتكررة على الخط الرئيس وتلف الشبكة الداخلية.

يذكر أن "عيون الساخنة"، المصدر الرئيس لمياه الشرب في تل شهاب، قد عانت من الجفاف منذ عامين نتيجة تراجع منسوب المياه بسبب زيادة عدد الآبار العشوائية المحيطة بها.

بالاشتراك بين مؤسسة المياه والأهالي، قامت المؤسسة، بالتعاون مع خبير جيولوجي، باستكشاف وجود مياه جوفية في محيط "عيون الساخنة"، وذلك استجابة لمطالبات متكررة من المجلس المحلي ووجهاء البلدة لإيجاد حل لمشكلة مياه الشرب. واشترطت المؤسسة أن يتم حفر البئر على نفقة المجتمع المحلي، بينما تكفلت هي بتوفير الكفر الحديدي والمضخة واللوحة الكهربائية وتوصيلها بالشبكة. وبعد نجاح البئر الأولى، بدأت المؤسسة بحفر بئر ثانية في المنطقة نفسها.

أوضح رئيس بلدية تل شهاب، علي الحشيش، لعنب بلدي، أن مؤسسة المياه في درعا استجابت لطلب حفر بئرين بعد مطالبات عديدة من المجلس المحلي لإيجاد حلول لمياه الشرب في البلدة. وأضاف أن البئر الأولى تم تجريبها وأعطت غزارة "جيدة"، بينما تعتزم المديرية حفر بئر أخرى في الحرم المائي لـ"عيون الساخنة".

وتوقع الحشيش أن تغطي الآبار 50% من حاجة البلدة من مياه الشرب، في حال حافظت الآبار على غزارتها. وأشار إلى أن المجلس المحلي يعتزم التقدم إلى مديرية الكهرباء بطلب إعفاء مضخات "عيون الساخنة" من التقنين، لتأمين أكبر قدر ممكن من ساعات التشغيل، بالإضافة إلى ربط هذه الآبار بالشبكة وإيصالها إلى الخزانات الرئيسة مع تفعيل جهاز التعقيم المرتبط بالشبكة.

أحمد الحشيش، ناشط مدني في بلدة تل شهاب، تولى مهمة متابعة حفر الآبار من تأمين الحفارة ومتابعة الإكساء حتى التشغيل. وأشار لعنب بلدي إلى أن الفكرة جاءت بعد مطالبات عديدة من السكان لحل مشكلة المياه، وأنه بعد تعهد المؤسسة العامة بإكساء الآبار، تبرع أحد مالكي الحفارات بحفر الآبار في "عيون الساخنة" على نفقته.

وأضاف أحمد أن القدرة التجريبية لإحدى الآبار تصل إلى 70 مترًا مكعبًا في الساعة، ومن المتوقع أن يتم تأمين 140 مترًا في الساعة في حال نجحت البئر الثانية. وذكر أن مساحة البلدة الواسعة وكثافة السكان تحتاجان إلى أربع آبار في الحد الأدنى، بينما يبلغ عدد سكان تل شهاب 13 ألف نسمة، بحسب رئيس بلدية تل شهاب.

إلا أن مخاوف من عدم وصول المياه تساور عددًا من سكان بلدة تل شهاب، وذلك بسبب طول الخط الرئيس المغذي للخزانات وكثرة التعديات عليه. منصور مساكب، أحد سكان البلدة، أوضح لعنب بلدي أنه من الصعب ضبط التعديات على الخط الرئيس، إذ حاول المجتمع المحلي سابقًا عشرات المرات ولم يفلح في ذلك، حيث يستخدم البعض المياه لسقاية المزروعات. ويرى منصور أن من الأفضل حفر آبار متعددة في أحياء مختلفة، بحيث يهدف كل بئر إلى تغذية حي بعينه ولو بغزارة منخفضة.

في المقابل، أشار رئيس البلدية إلى أن المؤسسة العامة والمنظمات الدولية حفرت عددًا من الآبار في مناطق مختلفة، لكن معظمها لم يحقق الجدوى المرجوة من حيث الغزارة المائية، كما أن الحفر في "عيون الساخنة" يسهل على المؤسسة العامة لمياه الشرب تزويد الآبار بالكهرباء.

من جهته، اعتبر راتب الرفاعي، وهو عضو بلجنة محلية في تل شهاب وعمل خلال السنوات الماضية على الإشراف على الخدمات العامة في البلدة ومن ضمنها مياه الشرب، أن أفضل الحلول هو ربط المياه وحصرها في الخزانات الرئيسة لضمان أكبر عدالة في التوزيع، ثم ضبط التعديات على الخط الرئيس، ونشر ثقافة مجتمعية عبر الوجهاء للتوعية من هدر المياه وعدم استغلال المياه عبر ثقب الخطوط إلا عن طريق موظف الشبكة. وأضاف الرفاعي أن حفر الآبار لا يلغي مشكلة مياه الشرب المستمرة منذ سنوات، إلا أنه يخفف من معاناة السكان في شراء المياه من الصهاريج الجوالة، إذ قدّر حاجة الأسرة لمياه الشرب أسبوعيًا بـ100 ألف ليرة سورية.

مشاركة المقال: