الإثنين, 23 يونيو 2025 06:50 PM

مجلس الأمن يناقش الوضع في إيران وسط مساع روسية صينية لوقف التصعيد

مجلس الأمن يناقش الوضع في إيران وسط مساع روسية صينية لوقف التصعيد

عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً أمس الأحد لبحث تداعيات الهجمات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية. تزامن ذلك مع اقتراح روسي صيني باكستاني بتبني المجلس قراراً يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في منطقة الشرق الأوسط.

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، حذر مجلس الأمن قائلاً: "إن قصف الولايات المتحدة للمنشآت النووية الإيرانية يمثل منعطفاً خطيراً في منطقة تعاني بالفعل من تداعيات خطيرة، ونحن الآن نواجه خطر الانزلاق إلى دوامة لا تنتهي من الردود المتبادلة".

ودعا غوتيريس إلى التحرك الفوري والحازم لوقف القتال والعودة إلى مفاوضات جادة ومستدامة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

يترقب العالم ردّ فعل إيران بعد تصريح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأن الولايات المتحدة "محت" المواقع النووية الإيرانية الرئيسية، لتنضم بذلك إلى إسرائيل في أكبر عمل عسكري غربي يستهدف إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

من جانبها، نددت روسيا والصين بالهجمات الأميركية.

وقال سفير الصين لدى الأمم المتحدة، فو كونغ: "لا يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط باستخدام القوة. لم يتم استنفاد الوسائل الدبلوماسية لمعالجة القضية النووية الإيرانية، ولا يزال هناك أمل في التوصل إلى حل سلمي".

في المقابل، أبلغت السفيرة الأميركية القائمة بالأعمال لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، المجلس أن الوقت قد حان لكي تتصرف واشنطن بحزم، وحثت مجلس الأمن على دعوة إيران إلى إنهاء جهودها للقضاء على إسرائيل وإنهاء سعيها لامتلاك أسلحة نووية.

وأضافت شيا: "لطالما أخفت إيران برنامجها للأسلحة النووية وعرقلت جهودنا التي بذلناها بحسن نية في المفاوضات الأخيرة. لا يمكن للنظام الإيراني امتلاك سلاح نووي".

السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، ذكّر بما قاله وزير الخارجية الأميركي السابق، كولن باول، في مجلس الأمن الدولي عام 2003 بشأن خطورة الرئيس العراقي، صدام حسين، بسبب أسلحته الكيميائية والبيولوجية، معتبراً أن التاريخ لم يعلم الزملاء الأميركيين شيئاً.

إيران طلبت عقد اجتماع مجلس الأمن الدولي، واتهم سفيرها في الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، إسرائيل والولايات المتحدة بتدمير الدبلوماسية، مؤكداً أن المزاعم الأميركية لا أساس لها من الصحة وأن معاهدة حظر الانتشار النووي "تم التلاعب بها وتحويلها إلى سلاح سياسي".

وأشاد سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون، بالولايات المتحدة لاتخاذها إجراءات ضد إيران، معتبراً ذلك خط الدفاع الأخير. واتهم إيران باستخدام المفاوضات حول برنامجها النووي كتمويه لكسب الوقت لصنع الصواريخ وتخصيب اليورانيوم، محذراً من أن تكلفة التقاعس عن العمل ستكون كارثية.

لم يتضح بعد موعد طرح مشروع القرار للتصويت. وذكر دبلوماسيون أن روسيا والصين وباكستان وزعت مسودة القرار وطلبت من الدول الأعضاء إبداء رأيها بحلول مساء اليوم الاثنين. ويحتاج القرار من أجل إقراره إلى تأييد تسعة أعضاء على الأقل دون استخدام الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو روسيا أو الصين حق النقض (الفيتو).

من المرجح أن تعترض الولايات المتحدة على مشروع القرار الذي يندد بالهجمات على المواقع والمنشآت النووية الإيرانية. ولم يشر مشروع القرار إلى الولايات المتحدة أو إسرائيل بالاسم.

سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، أكدت أن العمل العسكري وحده لا يمكن أن يجلب حلا دائماً للمخاوف بشأن برنامج إيران النووي، وحثت إيران على ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات.

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أبلغ مجلس الأمن بأنه على الرغم من ظهور حفر في موقع التخصيب الإيراني المدفون في جبل فوردو، لا أحد، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بإمكانه تقييم الأضرار تحت الأرض. وأضاف أن مداخل الأنفاق المستخدمة لتخزين المواد المخصبة تعرضت للقصف في مجمع أصفهان النووي، بينما تعرضت محطة تخصيب الوقود في نطنز لقصف جديد.

وأكد جروسي أن إيران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدم وجود زيادة في مستويات الإشعاع خارج الموقع في جميع المواقع الثلاثة.

مشاركة المقال: