الإثنين, 23 يونيو 2025 06:54 PM

تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق: تداعيات الهجوم الإرهابي وغضب شعبي

تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق: تداعيات الهجوم الإرهابي وغضب شعبي

أخبار سوريا والعالم/ عقب التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة "مار إلياس" في منطقة الدويلعة بدمشق، والذي أسفر عن 22 ضحية و 63 جريحًا بحسب وزارة الصحة، يعيش الأهالي حالة من الذهول والحزن. تصف الصحفية "زينة شهلا" الوضع قائلة: "رائحة الدم عالقة في كل مكان، والذهول يخيم على الجميع، بينما يبحث البعض عن أحبته في المشافي".

سناك سوري-دمشق

روت "شهلا" في منشور على الفيسبوك كيف استمر أهالي الحي وأبناء الكنيسة وشباب الدفاع المدني في العمل لساعات متأخرة من الليل لتنظيف الكنيسة ومحيطها، مشيرة إلى أن حجم التفجير كان كبيراً وترك آثاراً واضحة في المنطقة المجاورة.

وأضافت: «أي حديث عن "الوحدة الوطنية" و"الاستقرار" و"الصمود والتصدي"، بده يسبقه كتير شغل على الأمان وحماية الحريات والحقوق، وإعلان الحداد العام، غير هيك هو مجرد حكي، يمكن ما حدا قادر يسمعه حالياً»، معربة عن تمنياتها بالرحمة للضحايا والشفاء للجرحى.

وذكر الإعلام السوري الرسمي أن انتحارياً فجر نفسه بحزام ناسف داخل كنيسة "مار إلياس". وأعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي أن الانتحاري الذي فجر نفسه في الكنيسة يتبع "لتنظيم داعش الإرهابي".

وتحولت صفحات السوريين على الفيسبوك إلى ساحات للعزاء والتضامن مع أسر الضحايا، وتناقل السوريون دعوات للتبرع بالدم، استجاب لها الكثيرون في العاصمة. وقالت إحدى السيدات في فيديو متداول على الفيسبوك أثناء تبرعها بالدم إنها جاءت لتتبرع لأخوتها في الوطن، مؤكدة على ضرورة انتصار الفكر السوري.

الأب ملاتيوس شطاحي: الدولة مسؤولة عن حمايتنا

وفي تصريح صحفي، أكد الأب "ملاتيوس شطاحي" من كنيسة "مار إلياس" أنهم كانوا من أوائل الداعمين والمتفائلين منذ بداية التحرير، مضيفاً: «كنا نواجه ونسمع، والشعب بكل أطيافه، تصرفات فردية، ودائماً ما كانوا يقولون لنا: هذه تصرفات فردية، ونحن كحكومة غير مسؤولين عنها». وتابع: «لكن للأسف، دولتنا تجاه هذه التصرفات الفردية لم تكن تقوم بحمايتنا، وهذا أعطانا انطباعاً أن هذه التصرفات الفردية أصبحت تصرفات فردية مؤسساتية، وليست تصرفات فردية فقط». الأب "ملاتيوس"، الذي شهد التفجير ووصف مشاهد مروعة، قال: «نحن مواطنون في هذا البلد، ومسؤولية الدولة هي حمايتنا، وليست امتيازا تمنحنا إياه. هذه مسؤوليتها. والسكوت عن هذه التصرفات الفردية يُقلل من كرامتنا».

جدل واسع حول طريقة التعاطي مع الهجوم الإرهابي

أثارت طريقة التعاطي الإعلامي والرسمي مع التفجير الإرهابي جدلاً واسعاً بين الناشطين والإعلاميين على السوشيل ميديا. كتب الإعلامي في قناة "سوريا"، "حازم عوض"، عبر الفيسبوك: «اتضح بأن الترابط الحكومي في دمشق لم يبنى بعد، محافظ يتهم الفلول، ووزارة الداخلية تتهم دا ع ش، ووزارة الخارجية تدين التفجير وكأنه حدث في بلد آخر، وإعلام رسمي يقع في مطبات». واعتبر أن «المهم أننا لم نسمع تصريحاً واحد حول محاربة التطرف الذي بات وجوده (مقبولاً) على الأرض والسوشال ميديا».

انتقد الصحفي والكاتب الساخر "فراس دالاتي" طريقة التعاطي الرسمية مع الحدث، قائلاً إن بيان الرئاسة حول الجريمة كان يجب أن ينعي لا أن يدين في بدايته، وأضاف: «الاعتداء حدث بالدولة نفسها، وبغض النظر عن المعتدي، وبأي مكان بالعالم، الدولة هي المسؤول الأول عن القضايا الأمنية، أما "تحميل الجهات الداعمة لـ 11" يمكن تأجيله للاحقاً… معظم دول العالم تعلن الحداد بهكذا حالات، تعلن تقديمها كل الدعم لذوي الضحايا، تعلن مسؤوليتها عن المحاسبة، تعلن كتير أشياء، غالباً كلها أهم من استجداء دعم جهود الدولة في أي ما كانت تفعله».

كما انتقد الكثيرون طريقة تعاطي الإخبارية السورية مع الهجوم، خاصة بعد تداول صور تظهر خبر إدانة فرنسا للهجوم بالعاجل مع أجواء طبيعية في الاستوديو، مما وضع القناة في مرمى الانتقادات. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، حيث قال الصحفي "محمد سليمان" إنه سيتغافل عن الضحكة التي يتناقلها الناس عن الإخبارية السورية، ويبررها بأنها ربما أخذت بجانب معين ولحظة ما تم استغلالها، لكن ما لم يجد "سليمان" مبرراً له، هو التعريف عن ناشط بطائفته المسيحية على تلفزيون رسمي! وأضاف: «ماهي الرسالة من ذلك». ونشر "سليمان" صورة من قناة الاخبارية، تظهر توصيف طائفي للناشط "حسام القس"، بينما كان ضيفاً على القناة أمس.

اتهامات لداعش

قال المتحدث باسم وزارة الداخلية، "نور الدين البابا"، في مؤتمر صحفي إن التحقيقات الأولية تشير إلى وجود منفذ واحد للهجوم الإرهابي الذي استهدف الكنيسة، وأضاف أن المستهدف هو كل السوريين وليست طائفة واحدة، والهدف هو إظهار الدولة السورية أنها عاجزة عن حماية مواطنيها. وأكد أنهم سيحاسبون كل المتورطين بهذا العمل الإجرامي، كما سيعملون على ترميم الكنيسة، وقال: «فلول النظام البائد لديهم مصلحة في إشاعة الفوضى في سوريا إضافة إلى تنظيم داعش الإرهابي»، مؤكداً أن الأخير سيفشل في ضرب السلم الأهلي.

مشاركة المقال: