عقد مجلس التعليم العالي السوري اجتماعه الأول بعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي، حيث اتخذ المجلس مجموعة من القرارات الهامة التي تهدف إلى تطوير شؤون الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية والفنية في الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد التقانية.
ومن أبرز القرارات التي اتخذها المجلس خلال اجتماعه في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بدمشق، إلغاء الامتحان الوطني كشرط للتخرج، مع الإبقاء عليه كأداة مركزية لضمان جودة المخرجات التعليمية وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص للطلاب الراغبين بالدراسات العليا. كما تقرر إجراء فحص دكتوراه في كل جامعة حكومية أو خاصة لطلاب السنة السادسة في الطب البشري كشرط للتخرج، وذلك لضبط جودة تأهيل الأطباء.
كما قرر المجلس الإبقاء على السنة التحضيرية للكليات الطبية في المرحلة الراهنة، وذلك ريثما يتم توحيد مناهج الشهادات الثانوية في جميع المحافظات.
ووافق المجلس على إعادة طلاب جامعة حلب فرع إدلب المستضافين في الجامعات الأخرى إلى الجامعة الأم (حلب) بعد إلغاء الفرع، وتشكيل لجنة لدمج أو تحويل جامعة حلب المحررة إلى جامعة حلب، وكذلك دمج جامعة حلب الشهباء مع جامعة إدلب، بما يضمن وحدة الشهادات والمسارات التعليمية.
كما وافق المجلس على اعتماد الشهادات الممنوحة في نظام التعليم المفتوح من الجامعات غير السورية وفق الأسس المعتمدة لنظام التعليم المفتوح في سوريا، ومنح طلاب برنامج هندسة المعلومات الإدارية في جامعة اللاذقية دورات إضافية لتسوية وضعهم.
وتمت الموافقة أيضاً على اعتماد مفاضلة القبول في برنامج التخصص وفق نظام الدراسات العليا في كلية طب الأسنان بجامعة إدلب للعام الدراسي 2024-2025.
ووافق المجلس على منح الطلاب المنقولين من جامعات السودان ومصر إلى الجامعات السورية الذين تم قبولهم شرطياً، مدة سنة إضافية لإحضار الوثائق المطلوبة، ودراسة الاعتراضات المقدمة من بعض الطلاب المقبولين في مفاضلة السوري غير المقيم بشأن خفض الرسوم المطلوبة.
وفي قرار آخر، منح المجلس مدة ثلاثة أشهر إضافية لاستكمال تعيين المعيدين من الخريجين الأوائل للعام الدراسي 2022-2023، والموافقة على ضوابط وشروط النقل المماثل في الجامعات الحكومية والخاصة.
كما وافق المجلس على إقامة برامج تدريبية جديدة للفرق الطبية السورية بالتعاون مع جامعة دمشق، بهدف رفع مستوى الكوادر الطبية وتوسيع مهاراتها.
ووافق المجلس على إحداث كليتين للشريعة في جامعتي حمص وحماة، استجابة لاحتياجات المحافظتين، وتطوير التعليم الشرعي فيهما.
وقرر المجلس استمرار تطبيق القواعد المعتمدة في جامعة إدلب لجهة معادلة الشهادات وموضوع الترفيع والتدريب ونقل أعضاء الهيئة التدريسية، لسنة واحدة، وافتتاح درجة الماجستير باختصاص أمراض الحيوان في كلية الطب البيطري بجامعة إدلب.
كما تقرر افتتاح دراسات عليا في قسم الكيمياء باختصاص الكيمياء التطبيقية في كلية العلوم بجامعة إدلب، وإقرار محاضر ضبط مخالفات بعض الجامعات الخاصة حول النقص في عدد مقاعد الأسنان في كليات طب الأسنان لديها.
وفي قرارات موازية، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن النشر العلمي أصبح شرطاً لمناقشة أطروحة الدكتوراه ابتداء من العام القادم، وإحداث مديرية جديدة لتعادل الشهادات، بعد دمج جميع الأقسام السابقة الخاصة بالتعادل، لتبسيط وتسريع المعاملات.
كما تم تخفيض الرسوم الجامعية إلى النصف في جامعتي إدلب وحلب الحرة خلال العام الحالي، واعتباراً من العام القادم ستكون الرسوم الجامعية شبه مجانية في جميع الجامعات الحكومية في سوريا.
وأشارت الوزارة إلى أنه سيتم الإعلان قريباً عن مفاضلة ترميم شواغر للدراسات العليا، بعد وجود أكثر من 1000 شاغر في الماجستير و1200 مقعد شاغر في وزارة الصحة.
كما أكدت الوزارة إنهاء العمل في جميع شهادات التخرج الصادرة عن الجامعات الخاصة، وإرسالها تباعاً ابتداء من هذا الأسبوع.
وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي أن مجلس التعليم العالي عاد ليكون أعلى هيئة علمية في سوريا، وجزءاً أساسياً لرسم السياسات الوطنية ووضع خطة واضحة لبناء مستقبل علمي متطور لسوريا بعد التحرير للوصول إلى نظام تعليم خالٍ من الفساد.
وأشار الوزير الحلبي إلى وجود تحديات، أهمها الهيكلية وربط الجامعات باحتياجات سوق العمل والبحث العلمي ودعمه لأنه المحرك الأساسي للتنمية وسيكون مجالاً للتطبيق العملي.
وأكد وزير التعليم العالي ضمان الحرية الأكاديمية باعتبارها الهامش لفتح الأبواب أمام الطاقات الشابة والتعاون الدولي في مجال التعليم العالي، معتبراً أن مجلس التعليم العالي يُمثل منصة حوارية لبناء خارطة طريق تعليمية للمرحلة القادمة، لافتاً إلى أهمية الاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال، وفتح آفاق واسعة للبحث والابتكار.
ومن المقرر أن تصدر القرارات التنفيذية الصادرة عن مجلس التعليم العالي تباعاً اعتباراً من اليوم.