أعلنت وزارة الداخلية السورية عن تنفيذ عملية أمنية في ريف دمشق الجنوبي، استهدفت خلية تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، والتي يُعتقد أنها متورطة في تفجير كنيسة "مار إلياس".
العملية، التي جرت في مدينتي حرستا وكفر بطنا، أسفرت عن مقتل شخصين والقبض على خمسة آخرين، بينهم قائد الخلية، وذلك بعد اشتباكات مع عناصرها. ووفقًا لبيان وزير الداخلية، أنس خطاب، الصادر اليوم الاثنين 23 حزيران، فإن أحد القتلى متورط في تسهيل دخول الانتحاري إلى الكنيسة في حي الدويلعة بدمشق، بينما كان الآخر يستعد لتنفيذ عمل "إرهابي" في أحد أحياء العاصمة.
وأضاف الوزير أن الوحدات الأمنية ضبطت كميات من الأسلحة والذخائر، بالإضافة إلى حزام ناسف وألغام، كما تم العثور على دراجة نارية مفخخة كانت مُعدة للتفجير. وأشار خطاب إلى أن الوزارة أنشأت غرفة عمليات مشتركة مع جهاز الاستخبارات العامة لتبادل المعلومات وتأكيدها، وذلك عقب تفجير الكنيسة في دمشق يوم أمس، 22 حزيران.
من جهة أخرى، أفاد الناشط الإعلامي في كفر بطنا، إياد زاهر، لعنب بلدي، بأن سيارة مجهولة أطلقت النار على مجموعة من المدنيين، مما أدى إلى إصابتهم، وتم نقلهم إلى المستشفيات القريبة. وأضاف أن الأمن العام لاحق السيارة وأطلق النار عليها، دون ذكر تفاصيل أخرى.
بعد يوم من التفجير
تأتي هذه العملية بعد يوم واحد من تفجير انتحاري استهدف كنيسة "مار إلياس" في منطقة الدويلعة بدمشق، والذي أسفر عن مقتل 25 شخصًا وإصابة 63 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة السورية ووكالة الأنباء السورية (سانا). وعقب الانفجار، شهدت العاصمة دمشق انتشارًا أمنيًا مكثفًا، حيث أفادت مراسلة عنب بلدي بأن الأمن العام قطع الطريق المؤدي من منطقة الدويلعة إلى دير "إبراهيم الخليل" في منطقة كشكول. كما انتشر الأمن حول كنيسة "مار إلياس" التي وقع فيها التفجير، بالإضافة إلى كنيسة "مار يوسف" المجاورة لها. ورصدت عنب بلدي انتشارًا أمنيًا في المناطق التي تسكنها الطائفة المسيحية مثل باب شرقي والسريان.
المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، اتهم في مؤتمر صحفي يوم أمس تنظيم "الدولة" بالوقوف وراء التفجير، وتعهد بأن الوزارة ستحمي دور العبادة. وبحسب ما رصدته عنب بلدي، فقد خفت وتيرة الانتشار الأمني حول الكنائس في دمشق بعد أعياد الشعنينة في نيسان الماضي، على الرغم من التهديدات المتكررة التي طالتها. وقد لاقت الحادثة تعاطفًا واستنكارًا محليًا ودوليًا، بالإضافة إلى مطالبات بتكثيف حماية الكنائس والتحقيق الفوري في الحادثة.
وكانت وزارة الداخلية قد نشرت في 18 آذار الماضي تسجيلًا مصورًا تضمن اعترافات لعناصر في خلية تتبع لتنظيم الدولة، بالتخطيط لتفجيرات في منطقة السيدة زينب وكنيسة معلولا في ريف دمشق. ووفقًا لاعترافات الخلية، تركزت الهجمات على "الأقليات" من مختلف الطوائف في سوريا "لتأجيج الرأي العام والدولي بهذه القضية".