الثلاثاء, 24 يونيو 2025 11:06 PM

تدمر بعد ستة أشهر من التحرير: غياب الدعم يعيق إعادة الإعمار

تدمر بعد ستة أشهر من التحرير: غياب الدعم يعيق إعادة الإعمار

لا تزال مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي تعاني من نقص حاد في الدعم الرسمي، سواء الحكومي أو المحلي، وذلك بعد مرور أكثر من ستة أشهر على إعلان تحريرها في كانون الأول/ديسمبر 2024. يواجه المدنيون ظروفًا صعبة تتميز بغياب الخدمات الأساسية وتأخر إعادة الإعمار، بينما تحاول مبادرات محلية محدودة أن تكون بمثابة جسر لخدمة السكان.

كارثة الصرف الصحي ونقص المياه:

وفقًا للناشط المدني محمد بهاء الدين، تحولت شوارع المدينة إلى مستنقعات لمياه الصرف الصحي، والأزقة تعج بالروائح الكريهة. تعاني معظم الأحياء من نقص في المياه النظيفة، خاصة في المناطق الشمالية التي لم تصلها المياه منذ أسابيع. وأكد بهاء الدين في تصريح لمنصة إعلامية أن المدينة تواجه كارثة صحية حقيقية بسبب عدم معالجة مشكلة الصرف الصحي، حيث تتدفق مياه الصرف في الشوارع، مما يهدد الصحة العامة، وخاصة الأطفال وكبار السن. وأضاف أن مياه الشرب لم تصل إلى الأحياء الشمالية منذ فترة طويلة، ويعتمد السكان على شراء المياه من الصهاريج أو جلبها من أماكن بعيدة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة والظروف المعيشية الصعبة.

غياب الموظفين ونقص المعدات:

أشار بهاء الدين إلى أن ملف إعادة الموظفين الذين ارتبطوا بالثورة السورية لا يزال معلقًا، على الرغم من أن هؤلاء الأشخاص هم من أبناء المدينة ولديهم الخبرة اللازمة لإدارة الدوائر الحكومية. وأوضح أن غياب هؤلاء الموظفين أدى إلى شلل في بعض المؤسسات الخدمية، مما ساهم في تفاقم الأزمة. وفيما يتعلق بالبنية التحتية، ذكر أنه لا توجد معدات ثقيلة أو آليات لإصلاح شبكات الصرف الصحي، وأنه لولا المبادرات الشعبية لكان الوضع أسوأ.

طبيعة المنطقة الصحراوية كأحد الأسباب:

من جانبه، أوضح عبدالله العبد الكريم، عضو الإدارة المدنية في ريف حمص الشرقي، في حديث لمنصة سوريا ٢٤، أن الإهمال لا يزال يلاحق مدينة تدمر والمناطق المحيطة بها بعد مرور أكثر من ستة أشهر على تحرير سوريا. وأرجع العبد الكريم أسباب تدهور الخدمات إلى طبيعة المنطقة الصحراوية وبعدها الجغرافي عن مراكز المدن الرئيسية، مما يجعل عملية إيصال الدعم أكثر تعقيدًا. وأشار إلى أن الدمار الواسع الذي خلفته سنوات القصف من قبل النظام السابق لا يزال يشكل تحديًا كبيرًا أمام أي جهود لإعادة تأهيل البنية التحتية، مضيفًا أن مخاطر تنظيم داعش المنتشرة في المناطق المحيطة تخلق بيئة غير آمنة، مما يعقّد من عمليات العمل والإعمار.

مبادرات شعبية لتحقيق الاكتفاء الذاتي:

في ظل هذا الوضع الصعب، برز دور المجتمع المحلي بشكل ملحوظ، حيث تحولت الجهود التطوعية إلى مصدر للاكتفاء الذاتي. فقد امتزجت الغيرة الوطنية بالنخوة المحلية، لإنتاج نموذج فريد من نوعه في مسيرة التعافي الذاتي. وشهدت الأسابيع الماضية إطلاق مبادرات محلية لتنظيف الشوارع وإصلاح بعض شبكات المياه، بمساعدة أفراد من أبناء المدينة، وبتمويل ذاتي أو عبر جمعيات خيرية صغيرة. وعلى الرغم من هذه الجهود، يواصل السكان توجيه نداءات مستمرة إلى الجهات المعنية، سواء المحلية أو الدولية، لتقديم دعم حقيقي لإعادة تأهيل البنية التحتية وتفعيل مؤسسات الدولة.

مشاركة المقال: