الأربعاء, 25 يونيو 2025 07:53 AM

الفن السوري يحيي ذكرى المغيبين قسراً في المتحف الوطني بدمشق

الفن السوري يحيي ذكرى المغيبين قسراً في المتحف الوطني بدمشق

عبر الفن السوري عن قضية المعتقلين والمغيبين قسراً من خلال الرسم والموسيقى، وذلك في فعالية أقيمت في متحف دمشق الوطني تحت عنوان "ثلاثة أيام من الفن والذاكرة".

الفعالية، التي ترعاها وزارة الثقافة، قدمت لزوارها في يومها الأول معرضاً فنياً بعنوان "لمن لم يُذكر.. ولن يُنسى" للفنانة رانيا النجدي. جسدت النجدي مشهداً مؤثراً عبر طائرات ورقية متدلية من سقف القاعة، معبرة عن الحرية والذاكرة، ومستحضرة أرواح المعتقلين والمغيبين قسراً على يد النظام البائد، في لوحة فنية متناغمة مع أصالة وجمالية القاعة الشامية في المتحف.

كما شهدت الفعالية عزفاً حياً لعازف الكلارينيت السوري العالمي كنان العظمة، الذي قدم ثلاث مقطوعات موسيقية من تأليفه خلال 22 دقيقة، مستوحاة من الثورة.

يذكر أن الفعالية، التي توقفت حداداً على أرواح ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق، ستستأنف فعالياتها يوم الخميس القادم من خلال نشاط كتابة رسائل من أهالي المعتقلين والمفقودين، وجلسة حوارية عن أثر الغياب وأهمية الذاكرة والعدالة. وسيعرض أيضاً في إطارها الفيلم الوثائقي "عيوني" للمخرجة ياسمين فضة يوم الجمعة القادم.

النجدي، التي اعتقلها النظام البائد ثلاث مرات، اعتبرت الفن أقرب طريقة لإيصال رسالة صحيحة ونبيلة، مشيرة إلى أن قضية المعتقلين تلامس قلبها بشكل مباشر، ولا سيما بعد أن فقدت أقرب صديقاتها التي استشهدت في معتقل صيدنايا. وقالت في تصريح خاص لـ"الوطن": "أتمنى أن يصل صوتنا ونروي جميع حكايات الذين غُيّبوا قسراً كي نصل إلى مرحلة نستطيع معرفة مصير كل واحد منهم، والأمر لا ينحصر فقط بمن قضوا، بل هنالك ناجون بحاجة إلى عناية صحية ونفسية وتنمية اجتماعية وما إلى ذلك".

أما الناشطة وفاء مصطفى، الصديقة المقربة للنجدي، فأكدت أن كل مجسم على شكل طير جرى صنعه بحب وألم ليمثّل ذاكرة وقصة وروحاً ومطلباً لعائلة أو شخص أو مجتمع وحتى لبلد بأكمله. وتابعت: "أنا ابنة علي مصطفى الذي غُيّب على أيدي قوات الأسد عام ٢٠١٣، وأتمنى أن أقف ذات يوم في ساحة الأمويين لأذكر أسماء جميع الذين غُيّبوا، والذين اعتقلوا واستشهدوا وجميع من لم يصل صوتهم، ونحن اليوم هنا كي نرفع صوتنا عالياً ونقف إلى جانب بعضنا بعضاً، ونقدم مطالبنا للمسؤولين، ولعله من حسن حظنا أننا وصلنا إلى بلدٍ يجلس فيه المسؤول والمواطن تحت سقف واحد ليستمع إلى معاناته ومطالبه، فلا وجود لسلم أهلي من دون عدالة انتقالية، ولا عدالة انتقالية إن لم تعرف كل عائلة من العائلات حقيقة ما حدث لمفقوديهم".

مصعب أيوب تصوير: طارق السعدوني

مشاركة المقال: