أعلنت محافظة إدلب عن حزمة تسهيلات لجذب المستثمرين، تتضمن تأسيس "صندوق إدلب للاستثمار" بمساهمة أولية من مستثمرين مغتربين، بهدف دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة. جاء ذلك خلال المؤتمر الاستثماري الأول من نوعه في شمال غرب البلاد بعد التحرير، والذي عُقد يوم الاثنين في المركز الثقافي بمدينة إدلب برعاية المحافظة.
حضر المؤتمر شخصيات حكومية وممثلون عن القطاعات الاقتصادية والخدمية، بهدف إطلاق فرص استثمارية جديدة وتعزيز التنمية المحلية، وفقًا لقناة الإخبارية السورية. وشهد المؤتمر استعراض مشاريع استثمارية، أبرزها إعادة تأهيل وتشغيل فندق "الكارلتون" في إدلب، والذي وصفه المحافظ محمد عبد الرحمن بأنه "نقطة أولى في بحر الاستثمار بالمنطقة".
وأكد عبد الرحمن أن إدلب تمثل أرضًا خصبة للفرص في مختلف القطاعات، مع التزام الحكومة بدعم المستثمرين الراغبين في المشاركة في عملية البناء والتنمية. وأشار إلى أن أهمية إعادة تأهيل فندق الكارلتون تكمن في رمزيته للمحافظة وكونه الفندق الوحيد لاستقبال الوفود والشخصيات الزائرة بعد "تحرير سوريا".
وأضاف أن المشروع يساهم في تأمين الإقامة الفندقية للوفود وتوفير صالات ومطاعم عصرية، مما يعزز السياحة. كما يساهم في تحريك عجلة الاقتصاد، حيث يعتبر الاستثمار السياحي من أهم الموارد للمحافظة بعد تهميشها من قبل "النظام البائد". وتعمل الحكومة على تقديم التسهيلات والضمانات للمستثمرين وتشجيعهم، مع توفير تشريعات تضمن حقوقهم.
واستعرض عبد الرحمن مواقع واعدة للاستثمار السياحي، مثل جبل الأربعين بإطلالته الرائعة، وجبل الزاوية للسياحة الطبية، ومنطقة جسر الشغور ونهر العاصي ودركوش للاستثمار السياحي والصيد النهري، إضافة إلى المياه الكبريتية في حمامات الشيخ عيسى، وجبال حارم ومواقع المتنزهات على الطرق الرئيسية M4 وM5، فضلاً عن السياحة الأثرية الغنية في إدلب.
من جهته، أكد رجل الأعمال أحمد حاج لطوف أن "الاستثمار في سوريا وإدلب فرصة ذهبية" نظرًا للإنجازات الأمنية والاستقرار، والحاجة للاستثمار في جميع المجالات، مع وجود عدد كبير من المستهلكين المحليين وتزايد الزوار. وأشار إلى تقديم إرشادات حول القوانين واللوائح، وتسريع الإجراءات الإدارية والتراخيص، وتنظيم ورش عمل ومؤتمرات لتعريف المستثمرين بالفرص، وإنشاء منطقة صناعية وحرة لتسهيل إقامة المشاريع بأقل التكاليف، وإنشاء مدينة معارض بمواصفات عالمية.
وتوقع لطوف أن تظهر تأثيرات مشروع الكارلتون على قطاعي العمل والسياحة خلال 18 شهرًا، مع استمرار النمو والتطور، مما يحسن صورة إدلب كوجهة سياحية ويجذب المزيد من الاستثمارات. يذكر أن محافظ إدلب التقى بوزير السياحة مازن الصالحاني لبحث إنشاء منتجعات سياحية وفنادق جديدة في المحافظة.
