الأربعاء, 25 يونيو 2025 10:16 PM

الإعلام والاقتصاد الوطني: شراكة ممكنة أم تحديات مستمرة؟

الإعلام والاقتصاد الوطني: شراكة ممكنة أم تحديات مستمرة؟

مع دخول سوريا مرحلة الاقتصاد التنافسي الحر، يبرز الإعلام كقوة مؤثرة في تشكيل الوعي الاقتصادي والاجتماعي. لم يعد دوره مقتصراً على نقل الأخبار، بل أصبح منصة للتحليل وكشف التحديات واقتراح الحلول. السؤال المطروح: كيف يواكب الإعلام هذا التحول ويصبح شريكاً في إعادة بناء الاقتصاد الوطني؟

لطالما كان الإعلام السوري مقيداً بتوجهات السلطة، لكن مع تغير المشهد الاقتصادي، يواجه الإعلام اختباراً جديداً: هل يتحول إلى قوة فاعلة تدعم التنمية الاقتصادية، أم يبقى حبيس القوالب القديمة؟

يرى الدكتور عبد المعين مفتاح، الخبير في الإدارة والاقتصاد، أن الإعلام يجب أن يلعب دوراً جوهرياً في تفسير التغيرات الاقتصادية بلغة مبسطة، واصفاً إياه بأنه "بوصلة التنمية" القادرة على التأثير في قرارات المستثمرين وتوجيه الرأي العام ودعم المشاريع الناشئة، وتعزيز الشفافية ومنع الاحتكار.

ويضيف أن النهوض بالاقتصاد يحتاج إلى وعي شعبي، وهنا يأتي دور الإعلام في تبسيط المفاهيم الاقتصادية وشرح آليات السوق الحر وتثقيف المواطنين حول دورهم في التنمية، مستشهداً بالتجربتين الألمانية والسنغافورية.

الصحفي جهاد الزعبي يرى أن مواكبة التحول الاقتصادي تتطلب توفير معلومات مدعمة بالأرقام والإحصائيات، وتمكين الإعلاميين من أدوات التحليل ومنحهم هامشاً من الحرية في النقد البناء.

بينما ترى الصحفية علا محمد أن الإعلام يواكب التحول عبر تبني دور أكثر تفاعلاً في التوعية والتثقيف الاقتصادي والاجتماعي، وتقديم تحليلات شفافة تعتمد على البيانات والأحداث الحقيقية، وتعزيز الثقة بعمليات الإصلاح الاقتصادي.

الصحفي حسين صقر يؤكد على أهمية الإعلام في تشكيل الوعي الاقتصادي للمجتمع، من خلال توفير المعلومات الصحيحة وتحليل الأحداث وكشف الفساد المالي والإداري.

الصحفية عبير القزاز ترى أن نظام حوكمة الإعلام الرسمي بدأ يخطو باتجاه إعادة الهيكلة، لكنه يواجه تحديات كبيرة، أهمها بناء كوادر قادرة على مواكبة الحدث وتوفير التقنيات اللازمة.

بالعودة إلى الدكتور عبد المعين مفتاح، يرى أن التحديات التي تواجه الإعلام تتمثل في ضعف الاستقلالية، ونقص الكوادر المتخصصة، وانتشار الأخبار المضللة، وضعف التمويل.

ولكي يكون الإعلام السوري فاعلاً في الاقتصاد الجديد، يقترح مفتاح إعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية، وتعزيز الشفافية والمصداقية، وتدريب الصحفيين على الصحافة الاقتصادية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة، وتوفير دعم مالي مستدام للإعلام المستقل.

ويختتم بالإشارة إلى أن الإعلام يمكن أن يلعب دوراً أكبر في الرقابة على الأداء الاقتصادي، كما هو الحال في الدول المتقدمة، مستشهداً بتجربة كوريا الجنوبية.

أخبار سوريا الوطن١-الثورة

مشاركة المقال: