أثارت مبادرة "درع الوطن" التي أطلقتها شركة الاتصالات السورية "سيريتل" مؤخرًا، جدلاً واسعاً ومخاوف جدية بشأن خصوصية البيانات والأمن القومي.
تهدف المبادرة ظاهرياً إلى تكريم عناصر الأمن الداخلي والجيش، لكن مراقبين يرون أنها قد تؤدي إلى تجميع الشركة لقاعدة بيانات حساسة عن هذه الفئات، خاصة مع إدارة بعض مفاصل الشركة من قبل محسوبين على النظام البائد.
لا تقتصر المخاوف المثارة حول مبادرة "درع الوطن" على فئة معينة، بل يمكن أن تمتد لتشمل فئات أخرى من المجتمع، مثل الصحفيين والمحامين والقضاة والمدافعين عن حقوق الإنسان وعائلات المفقودين والمعتقلين السابقين.
هذا التوسع المحتمل يمكن أن يؤدي إلى إنشاء "قواعد بيانات واسعة وأرشيف كامل للشعب وفئاته" في أيدي شركات يجب تقييمها مجدداً، مما يمثل تهديداً محتملاً في حال سوء استخدام هذه البيانات أو تسربها.
يُمكن أن تُستغل هذه البيانات لأغراض متعددة، تتراوح من تتبع الأفراد والشرائح المستهدفة، إلى الترويج الاقتصادي المتلاعب، وصولاً إلى مخاطر أكبر تتعلق بالأمن الوطني. على سبيل المثال، يمكن للمخترق تحديد أسماء ورتب وأماكن تواجد عناصر الأمن الداخلي والجيش، في حال تعرضت الشركة للاختراق من الخارج أو الداخل!
زمان الوصل
