الخميس, 26 يونيو 2025 08:41 PM

من قيادي في النصرة إلى واجهة النظام: اعتقال مدلول العزيز في دمشق

من قيادي في النصرة إلى واجهة النظام: اعتقال مدلول العزيز في دمشق

أفاد مصدر أمني سوري أمس عن قيام قوات الأمن الداخلي في دمشق باعتقال مدلول العزيز، الذي كان يعتبر أحد أبرز أذرع النظام السابق في دير الزور.

لم يصدر إعلان رسمي من وزارة الداخلية حول هذا الاعتقال، لكن الخبر أعاد إلى الأذهان مسيرة مدلول العزيز منذ بداية الثورة السورية وصولاً إلى اعتقاله.

من هو مدلول العزيز؟

وفقًا لموقع ، يعود صعود نجم العزيز إلى عام 2012 عندما شكّل مجموعة مسلحة في رأس العين بريف الحسكة، واشتبك مع قوات الأمن العسكري آنذاك. وبعد انسحاب قوات النظام من صوامع أبو خشب في دير الزور، سيطر عليها العزيز ومجموعته، وبدأوا في عمليات سرقة وابتزاز المدنيين.

الانضمام إلى جبهة النصرة

بين عامي 2012 و 2015، انضم العزيز إلى جبهة النصرة وأصبح أحد قيادييها البارزين في دير الزور، وأطلق على نفسه اسم "أبو ذباح". وارتكب خلال هذه الفترة جرائم بحق المدنيين، لكنه انسحب من صفوفها مع دخول تنظيم داعش إلى دير الزور، وفرّ إلى دمشق حيث أجرى مصالحة مع النظام السوري.

المصالحة مع النظام

استغل العزيز انتماءه إلى عشيرة العبيدات من قبيلة البكارة في تجنيد ميليشيا تعمل لصالح المخابرات الجوية، وضمت عناصر كانوا ينتمون إلى النصرة، وأمّن لهم مصالحةً مع النظام. وسيطر على عدد من الحواجز في دير الزور تعتمد على سرقة المدنيين وابتزازهم والمتاجرة بالعملات المزورة. يُتهم العزيز بالضلوع في جرائم قتل وخطف واعتقال وطلب فدية واغتصاب تمتد من دمشق إلى تدمر وصولاً إلى المنطقة الشرقية في دير الزور، مما أدى إلى تضخم ثروته حيث أسس شركة "شام العزيز" لاستيراد وتصدير مواد البناء.

تلميع الصورة

يرتبط اسم العزيز بشركات القاطرجي التي كانت واجهة لتوريد المواد النفطية من المناطق الشرقية إلى النظام السوري، وكانت ميليشيا العزيز موكلة بمهمة حماية قوافل القاطرجي كذراع مسلح للشركة. وفي عام 2020، قرر مدلول العزيز الترشح لانتخابات مجلس الشعب، في إطار تلميع صورته وإزالة آثار ماضيه. وفاز في الانتخابات وأصبح عضواً في مجلس الشعب عن محافظة دير الزور، وتولى رئاسة نادي الفتوة.

في تشرين الثاني 2024، وافق مجلس الشعب على منح الإذن بالملاحقة القضائية بحق مدلول العزيز للمرة الثانية بتهم تتعلق بالفساد وهدر المال العام.

مدلول العزيز بعد سقوط النظام

بعد سقوط النظام في كانون الأول 2024، توجه العزيز من دمشق نحو دير الزور، وتحديداً إلى بلدة أبو خشب. وفي شباط الماضي، ذكرت أن "قسد" اعتقلت العزيز أثناء محاولته الخروج من أبو خشب، قبل أن يتم الإفراج عنه لاحقاً، ليعود إلى دمشق حيث جرى اعتقاله أمس.

ربطت بعض المصادر اعتقال العزيز بتهديدات تلقاها الناشط الإعلامي فاضل الناصر على خلفية منشوراته ضد العزيز. وذكر موقع أن الناصر تلقى تهديدات من مدلول العزيز بقطع أصابعه وقتله وإيذاء عائلته، فيما لم تعلن الجهات الرسمية خلفيات اعتقال العزيز والتهم الموجهة إليه.

مشاركة المقال: