الخميس, 26 يونيو 2025 08:49 PM

من "العرس الوطني" إلى برامج انتخابية وهمية: هل يتذكر أحد انتخابات مجلس الشعب؟

من "العرس الوطني" إلى برامج انتخابية وهمية: هل يتذكر أحد انتخابات مجلس الشعب؟

بدأ بعض الأفراد بالترويج لأنفسهم كمرشحين لانتخابات مجلس الشعب، على الرغم من عدم وجود انتخابات حقيقية، وفي ظل اعتراض الكثيرين على تسمية المجلس القادم بـ "مجلس الشعب".

سناك سوري _ صوت انتخابي ضائع

يبدو الأمر وكأنه مجرد معارضة شكلية. ففي الماضي، لم تكن الأصوات الانتخابية ذات أهمية، حيث كان النظام يقرر مسبقًا من سيصل إلى "مجلس الشعب"، انطلاقًا من تصوره بأنه الأدرى بمصلحة الشعب والقامات الوطنية الجديرة بتمثيله في المجلس.

هؤلاء "الممثلون"، الذين كان النظام ينتقيهم في "قوائم الوحدة الوطنية" الفائزة سلفًا، كانت أبرز صفاتهم المطلوبة هي إتقان الشعر والقصائد العمودية التي تمجد القائد، والإشادة بـ "الطبل والزمر"، وترديد عبارات من قبيل "قليل عليك يا سيادة الرئيس أن تحكم سوريا ويجب أن تحكم العالم". وكان يتم اختبار قوة التصفيق لدى المرشح قبل أن توافق القيادة على إيصاله إلى مقاعد "مجلس الشعب".

في تلك الأيام، لم يكن المرشحون بحاجة إلى برامج انتخابية. كانوا يكتفون بالتقاط صور شخصية مرفقة بشعارات مثل "انتخبوا ابن حارتكم البارّ" و"انتخبوا صوت الحق" و"إهداء من فلان إلى المرشح فلان"، وهكذا. كانت المسألة بسيطة للغاية: تدفع للقيادة ثمن المقعد، ثم تنشر صورًا ولافتات في الشارع دون بذل مجهود كبير في اختيار الشعارات المكونة من بضع كلمات، وتجري "الانتخابات" التي كان يسميها الإعلام الرسمي "عرسًا وطنيًا"، ثم يصل "العريس" إلى البرلمان ويصبح عضوًا في المجلس.

مقالات ذات صلة
  • الأحد, 22 يونيو 2025, 4:32 م
  • الأربعاء, 18 يونيو 2025, 3:06 م

أما اليوم، ومع التحضير لتشكيل مجلس جديد للشعب، فقد قررت السلطة أن تعتمد "التعيين" بنوعيه المباشر وغير المباشر، وشكّلت لجنة سمّتها ، ومجدداً رغم عدم وجود انتخابات، حيث تقوم هذه اللجنة باختيار هيئات فرعية في المحافظات تختار من بينها أشخاصاً ليصبحوا أعضاءً في المجلس المقبل.

هذه الآلية اعتبرتها السلطة انتخابات ولو بالحد الأدنى، وربما تجنّباً لعدم تعيين كامل أعضاء المجلس بشكل مباشر منعاً للإحراج لا أكثر.

ولسخرية القدر، بدأ البعض بتقديم أنفسهم كمرشحين للمجلس ونشرِ برامج انتخابية، دون توضيح الفئة المستهدفة من هذه البرامج، فـ "الشعب" لن ينتخب مجلسه ولن يصوّت للأعضاء بحسب برامجهم ولا صورهم ولا شعاراتهم.

في النهاية، كانت سوريا تجري "انتخابات" دون برامج انتخابية، واليوم صارت تتداول برامج انتخابية بلا انتخابات.

الوسوم

مشاركة المقال: