في لقطة تعكس طموحاً لا يحده الزمن، ظهر كريستيانو رونالدو على شاطئ البحر الأحمر، ليؤكد استمراره مع نادي النصر. أعلن النادي السعودي عبر حساباته الرسمية عن تمديد عقد النجم البرتغالي حتى عام 2027، في فيديو قصير يختتمه رونالدو بعبارة: «النصر إلى الأبد».
بهذا الإعلان، يستمر رونالدو في كتابة فصل جديد من مسيرته الكروية التي بدأت في الرياض في ديسمبر (كانون الأول) 2022. ووفقاً لشبكة «The Athletic»، كان من المفترض أن ينتهي العقد السابق في 30 يونيو (حزيران) 2025، إلا أن المفاوضات بين الطرفين أسفرت عن هذا التمديد.
على الرغم من بلوغه الأربعين، يرى رونالدو في نفسه القدرة على مواصلة التألق وترك بصمة في عالم كرة القدم. وقد تجلى ذلك في لغة جسده الواثقة في الفيديو الذي أعلن فيه عن شعاره الجديد: «النصر إلى الأبد».
في مطلع يونيو الحالي، وبعد فوزه مع منتخب بلاده بلقب دوري الأمم الأوروبية، أكد رونالدو أنه لا يزال لديه الكثير ليقدمه. وعندما سُئل عن استمراره في النصر، أجاب بحسم: «نعم». هذا التصريح تزامن مع اهتمام أندية أخرى مشاركة في كأس العالم للأندية بضمه، وفقاً لمدير الكرة في النصر، النجم الإسباني السابق فرناندو هييرو، الذي أشار إلى أن النادي كان يخشى فقدان نجمه الأول.
لكن رونالدو اختار البقاء، إيماناً منه بأن المشروع الذي بدأه في النصر لم يكتمل بعد. فمنذ وصوله، ساهم في فوز الفريق بـ«كأس أبطال الأندية العربية»، وتُوّج بلقب هدّاف الدوري السعودي للمحترفين الموسم الماضي بـ25 هدفاً. إلا أن لقب الدوري المحلي ودوري أبطال آسيا لا يزالان يمثلان تحدياً وهدفاً يسعى النادي وجماهيره لتحقيقه.
في 105 مباراة خاضها مع النصر، سجل كريستيانو 93 هدفاً، ليواصل تحطيم الأرقام القياسية. هذه الأرقام تعكس قدرته الاستثنائية وتجعله خارج نطاق المقارنة مع غيره من النجوم.
قصة رونالدو مع النصر لا تنفصل عن التطورات التي تشهدها الكرة السعودية. فمنذ عام 2022، استثمر صندوق الاستثمارات العامة السعودي مبالغ ضخمة في الأندية الأربعة الكبار: النصر، والهلال، والاتحاد، والأهلي، مما أدى إلى استقطاب نجوم عالميين. وكان كريستيانو أول من فتح هذا الباب، وتبعه كريم بنزيمة، ونيمار، ونغولو كانتي، وغيرهم.
اختار رونالدو أن يكون رائداً في هذا التحول، ليس فقط كلاعب، بل كمشروع كروي متكامل يرمز إلى التغيير الجغرافي والثقافي الذي تشهده كرة القدم العالمية. ومع استعداد السعودية لاستضافة بطولة كأس العالم عام 2034، يبدو أن كريستيانو سيكون جزءاً من هذا الحدث التاريخي.
بدأت مسيرة رونالدو في أكاديمية سبورتينغ لشبونة، ثم تألق في مانشستر يونايتد، حيث سجل 118 هدفاً في 6 مواسم، وفاز بثلاثية البريميرليغ ودوري الأبطال عام 2008. وفي عام 2009، انضم إلى ريال مدريد في صفقة قياسية، وهناك حقق إنجازات تاريخية: 450 هدفاً في 438 مباراة، و4 ألقاب في دوري أبطال أوروبا، و5 كؤوس.
بعد ذلك، انتقل إلى يوفنتوس وسجل 101 هدف، وفاز بلقبين للدوري المحلي، قبل أن يعود إلى «أولد ترافورد» لموسم أخير. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، انضم إلى النصر.
عندما وصل إلى الرياض، تساءل الكثيرون عما إذا كان قد جاء لإنهاء مسيرته. لكن رونالدو أثبت عكس ذلك، من خلال الأهداف والجوائز الفردية والتأثير التجاري والإعلامي والرغبة في المنافسة.
على الصعيد الدولي، لا يزال رونالدو يحمل الرقم القياسي كأكثر من سجل أهدافاً دولية في التاريخ، بـ138 هدفاً في 221 مباراة مع منتخب البرتغال.
تمديد عقده مع النصر حتى عام 2027 يعني أنه قد يكمل عامه الثاني والأربعين بقميص الفريق الأصفر، والأهم من ذلك أنه يعني بقاء رمز عالمي في قلب مشروع رياضي عملاق يهدف إلى إعادة تشكيل خريطة كرة القدم العالمية.
وفي سياق منفصل، تقدم قائد المنتخب الفرنسي لكرة القدم كيليان مبابي بشكوى مضايقة أخلاقية ضد ناديه السابق باريس سان جيرمان، وفق ما أفاد مكتب المدعي العام في باريس «وكالة الصحافة الفرنسية»، مؤكداً فتح تحقيق. ويخوض مبابي أيضاً معركة قضائية مع سان جيرمان يطالب فيها الأخير بدفع 55 مليون يورو (64.4 مليون دولار) من الرواتب والمكافآت غير المدفوعة. وتتعلق شكوى المضايقة الأخلاقية بالطريقة التي عومل بها من قبل سان جيرمان في بداية موسم 2023 – 2024، عندما أُجبر على التدرب مع لاعبين كان النادي يحاول التخلص منهم. ويعتقد مبابي أنه تم تهميشه من قبل النادي بعد رفضه الموافقة على عقد جديد، وهي ممارسة أثرت أيضاً على لاعبين آخرين، ودفعت نقابة اللاعبين الفرنسيين إلى تقديم شكوى العام الماضي. واستبعد مبابي عن جولة تحضيرية في آسيا قبيل موسم 2023 – 2024، وغاب عن المباراة الأولى من ذلك الموسم، لكنه عاد لاحقاً إلى الفريق بعد محادثات مع الإدارة القطرية للنادي. انضم اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً إلى ريال مدريد الإسباني الصيف الماضي، بعد سبعة مواسم قضاها مع نادي العاصمة الفرنسية سجل خلالها 256 هدفاً في 308 مباريات. وفي أول موسم له من دون مبابي، حقق سان جيرمان الحلم وتوج بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه بفوزه الكاسح في النهائي على إنتر الإيطالي 5 – 0.
اخبار سورية الوطن 2ـوكالات _الشرق الاوسط