الجمعة, 27 يونيو 2025 02:34 AM

ترمب يثير الجدل: هل أنقذ إسرائيل من إيران وهل سينقذ نتنياهو من المحاكمة؟

ترمب يثير الجدل: هل أنقذ إسرائيل من إيران وهل سينقذ نتنياهو من المحاكمة؟

من غير المنطقي أن نعتبر تصريحات ترمب صادقة وجادة إلا إذا تطابقت مع الواقع الملموس. لقد تحدث كثيراً عن ضرب المفاعلات الإيرانية، لكن تسريبات الوكالات الأمنية كشفت زيف أقواله، مؤكدة أن الضربة كانت مجرد مسرحية، بل وصفها كلينتون بأنها ضربة مجاملة لنتنياهو.

وعد ترمب بأخبار سارة جداً عن غزة، وأمر نتنياهو بوقف الحروب التي لم يعد لها مبرر أو هدف. وفي تصريحاته الصوتية، قال إنه يجب إنقاذ نتنياهو من المحاكمة الطويلة إما بإبرائه أو بالعفو عنه، متطوعاً لإنقاذه من نفسه، وبالتالي إنقاذ إسرائيل من خطر انتفاء وجودها ووقف المغامرات والحروب التي يقودها نتنياهو لتأمين نفسه لا إسرائيل. كما وعد إيران بأيام جميلة وبمكانة، وقرر ألا يسقط نظامها خوفاً من الفوضى. وكأنه فعل ذلك تعففاً.

ما الذي يمكننا استخلاصه من كلامه؟ كل شخص سيختار ما يناسبه ويطابق رغباته. من أهم الأقوال أنه أنقذ إسرائيل من خطر التدمير على يد إيران. هذا الكلام يقترب من الصدق، فكل المعطيات والتقارير وحالة نتنياهو وسعيه المحموم لوقف الحرب في اليوم الثاني عشر تؤكد كلام ترمب. هل أخطأت إيران بقبول وقف النار استجابة لأوامر ترمب بهدف إنقاذ إسرائيل؟ هل أعدت لما بعد وقف النار؟ هل تلقت وعوداً مجزية بالمقابل؟ ماذا عن غزة؟ هل انتزعت وعداً من ترمب بوقف حرب غزة مقابل إنقاذ نتنياهو من المحكمة؟ كل شيء جائز، وقد لا يجوز كله أو بعضه، فكلام ترمب لا يخضع لأي قيود، والبيئة والظرف متوتران ومتفجران وحرجان. حتى وضع ترمب في أمريكا ووضع أمريكا في الصراع بين ترمب ورؤيته والمعارضين والمتضررين لم يستقر بعد، وما زالت الأمور مشتعلة تحت الرماد، والحرب الجارية والاستثمار بها هي سعي للطرفين المتصارعين على قيادة أمريكا وأحكام السيطرة عليها.

الحقيقة ستظهر في الأيام القادمة من خلال الأفعال وليس التصريحات والتغريدات. فإذا توقفت حرب غزة ورفع الحصار والعقوبات عن إيران، ستكون الحرب قد حققت بعض غاياتها لتتوقف في أخطر مسارحها وتنتقل إلى مسارح جديدة كالضفة الأردن واليمن، أو أن تتحول إلى قلب بنية إسرائيل ويبدأ العد العكسي لاستقرارها ووجودها. ولماذا لا نتوقع أن تكون مناورة وخدعة جديدة أعطت نتنياهو وإسرائيل فرصة لترميم الذخائر والقبة الحديدية وتحضير مفاجأة جديدة لإيران؟ الغد قريب، والأجمل آت.

مشاركة المقال: