الجمعة, 27 يونيو 2025 05:44 AM

إغلاق المعاهد المهنية في الحسكة يدفع الطلاب نحو الأدبي: معاناة وأمل في مستقبل التعليم المهني

إغلاق المعاهد المهنية في الحسكة يدفع الطلاب نحو الأدبي: معاناة وأمل في مستقبل التعليم المهني

أجبر إغلاق المعاهد المهنية في محافظة الحسكة الطلاب على التوجه نحو دراسة الفرع الأدبي، وذلك بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة. فبعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024، قامت قوات سوريا الديمقراطية بإغلاق جميع المدارس في المناطق التي سيطرت عليها في محافظة الحسكة، وشمل ذلك المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، بالإضافة إلى الثانويات المهنية والتجارية التي كانت تعتمد مناهج الحكومة السورية. هذا الإغلاق المفاجئ وضع الطلاب أمام خيارات محدودة، حيث أصبح التسجيل في الفرع الأدبي هو المتاح الوحيد لعدم وجود بدائل مهنية أو تجارية.

أمل العودة إلى الدراسة رغم المعاناة

فرهاد علي، وهو طالب كان يدرس في قسم الصناعة بدمشق، يصف تجربته لـ«سوريا 24» قائلًا: «كنا نسكن في حي وادي المشاريع بدمشق، وكنت أتابع دراستي لنيل الشهادة المهنية. بعد سقوط النظام بأسبوع، اضطررنا للنزوح إلى القامشلي. اعتقدت أنني سأتوقف عن الدراسة، لكن فتح مراكز تسجيل للبكالوريا أعاد لي الأمل. لم يكن أمامي خيار سوى التسجيل في الفرع الأدبي لعدم توفر فرع مهني. قضيت الأشهر الماضية في دراسة المناهج الأدبية وقررت خوض التجربة».

التسجيل الأدبي بدلًا من المهني

خالد محمد من مدينة القحطانية، يشارك معاناة مماثلة: «كنت من طلاب البكالوريا المهنية، وجئت إلى مركز التسجيل بالقامشلي، وفوجئت بعدم وجود أي مركز مهني، فاضطررت للتسجيل في الفرع الأدبي. كنا نأمل في فتح مراكز مهنية لتجنب السفر إلى محافظة أخرى، خاصة مع الظروف المادية الصعبة. وعندما سمعنا باتفاق الحكومة السورية وقوات قسد على فتح مراكز التسجيل، فرحنا، لكننا أصبنا بخيبة أمل لعدم توفر فرع مهني. لم يبقَ أمامنا سوى الأدبي، رغم أني لم أدرس مواده من قبل، والوقت ضيق».

تحديات إضافية أمام الطلاب

سامان علي (20 عامًا) من مدينة القامشلي، يقول لـ«سوريا 24»: «جئت لأتابع دراستي، وكنت أدرس تخصص التجارة. فرحت بخبر الاتفاق على فتح مراكز التسجيل، لكن الصدمة كانت في عدم توفر فرع مهني أو تجاري. لم أتمكن من السفر إلى مناطق النظام بسبب أوراقي العسكرية. ومع ذلك، لم أفقد الأمل ودرست كتب التجارة بنفسي وسجلت في الفرع الأدبي. آمل أن يتم فتح مراكز للشهادات المهنية والتجارية العام المقبل».

أمل مستمر لدى الطلاب

تظهر هذه الشهادات أن طلاب التعليم المهني والتجاري في محافظة الحسكة يواجهون تحديات كبيرة بسبب إغلاق المراكز التعليمية المتخصصة. ورغم هذه المعوقات، لا يزال لديهم أمل في تحسن الأوضاع وعودة المراكز المهنية والتجارية إلى مناطقهم.

مشاركة المقال: