قضت محكمة تركية في ولاية هاتاي، أمس الخميس، بالسجن المؤبد مرتين على أربعة جنود أتراك، بينهم ضباط، بعد إدانتهم بتعذيب تسعة لاجئين سوريين "بشكل وحشي" داخل مركز للدرك، مما أدى إلى وفاة اثنين منهم، وفقًا لما ذكرته قناة Halk TV التركية.
تعود تفاصيل القضية إلى شهر آذار من العام 2023، عندما أُلقي القبض على تسعة سوريين أثناء محاولتهم عبور الحدود من منطقة الريحانية، ليتم نقلهم بعد ذلك إلى مركز درك "كافالجيك" التابع لوحدة حدود "شهيد إير غوكهان تشاكير".
على الرغم من تسجيل محضر رسمي يؤكد خلو وجوه المحتجزين من أي آثار للضرب، إلا أن عمليات تعذيب ممنهجة بدأت فور دخولهم المركز، حسبما كشفت اعترافات عدد من الجنود.
أظهرت التحقيقات أن السوريين احتُجزوا في مرآب وخيمة للمهاجرين، حيث تعرضوا للضرب بالعصي الخشبية والحديدية، والتبول عليهم، وحشر رؤوسهم في درجات سلم خشبي، بالإضافة إلى إجبارهم على شرب مزيج من وقود الديزل والماء.
استمر التعذيب قرابة الساعتين والنصف، مما أسفر عن وفاة لاجئين اثنين. تم إلقاء جثة أحدهما أمام مركز الترحيل، بينما دُفن الآخر في ساحة للخردة داخل المركز. وأظهرت تقارير الطب الشرعي وجود آثار ضرب مبرح على جسدي الضحيتين.
تجلت تفاصيل الجريمة من خلال شهادات ضباط وصف ضباط وجنود شاركوا في الحادثة أو شهدوا عليها، بالإضافة إلى إفادات لاجئين نجوا من التعذيب. وروى أحد الناجين أنه أُجبر مع آخرين على السير ورؤوسهم محشورة في درجات سلم، وتعرضوا للضرب الجماعي، وسُكب الماء عليهم وهم عراة، فيما سُقي أحدهم وقود الديزل.
كشف التحقيق أيضًا عن تهديدات بالتصفية أطلقها أحد الضباط لمنع الجنود من الإدلاء بأي شهادات، في محاولة للتغطية على الجريمة. إلا أن أحد القادة اعترف لاحقًا بكامل التفاصيل، مؤكدًا وقوع عمليات تعذيب وقتل متعمد، شارك فيها عدد من الجنود والضباط، ثم جرت محاولة إخفاء آثار الجريمة.
في الجلسة الحادية عشرة من القضية، أصدرت المحكمة الجنائية الرابعة في هاتاي أحكامًا بالسجن المؤبد مرتين بحق أربعة جنود، بينهم قائد المركز الملازم ج.ش.، والملازم أول م.م.، على خلفية مقتل سوريين اثنين وإصابة أربعة آخرين نتيجة التعذيب.
المصدر: قناة Halk TV
