يشكو سكان قرية مرج الزهور في ريف الرقة الشمالي من انقطاع شبه كامل للتيار الكهربائي، الأمر الذي يتزامن مع موجة حر شديدة، مما يزيد من معاناتهم اليومية ويؤثر بشكل مباشر على ظروفهم الصحية والمعيشية. يواجه السكان تحديات جمة في ظل غياب حلول بديلة، وعجز العديد من الأسر عن تركيب منظومات طاقة شمسية بسبب ارتفاع تكاليفها، بالإضافة إلى غياب الدعم الرسمي أو المجتمعي.
السكان: الحياة في المنازل أصبحت لا تُطاق
عبّر محمد العلي (42 عاماً) في تصريح لـ”سوريا 24″ عن صعوبة الأوضاع قائلاً: “الحياة في الصيف بدون كهرباء تكاد تكون مستحيلة. لا نحصل على التيار إلا لساعات قليلة في اليوم، والحرارة المرتفعة تزيد من معاناة الأطفال وكبار السن. حتى الأجهزة الأساسية مثل الثلاجة تعمل بشكل متقطع، ما يهدد صلاحية الطعام ويزيد صعوبة الحياة اليومية.” وأشار إلى أن بعض الأسر تلجأ إلى تبريد المياه بطرق بدائية، أو تُضطر لرمي كميات من الطعام الفاسد نتيجة الانقطاع الطويل.
فاطمة الخليل (35 عاماً) أضافت بقلق: “كأم لثلاثة أطفال، لا نملك القدرة على تركيب نظام للطاقة الشمسية. نعاني من الحرارة الشديدة وانقطاع الكهرباء المستمر، ما يؤثر في صحتنا النفسية والجسدية. كما أن عدم الاستقرار الكهربائي يؤدي إلى تلف الأجهزة المنزلية.” وأضافت أن الحيرة ترافق العائلات في تحديد أوقات استخدام الكهرباء القليلة المتوفرة، ما يفاقم من التوتر داخل المنازل، خاصة مع حاجة الأطفال للراحة والنوم.
أما أحمد يوسف (50 عاماً) فقال: “انقطاع الكهرباء المتكرر يرهقنا جسدياً ونفسياً. الحرارة المرتفعة تجعل النوم مستحيلاً، وهذا يضر بصحتي. كما أن أعمالنا الصغيرة التي نعتمد عليها لكسب لقمة العيش تتأثر بشكل كبير بهذه الانقطاعات.” وأوضح أن بعض أصحاب المهن، كالمخابز والمتاجر الصغيرة، اضطروا لتقليل ساعات العمل أو استخدام المولدات بشكل مكثف، ما يزيد من التكاليف عليهم ويقلص الأرباح.
نقص الوارد المائي يفاقم أزمة الكهرباء
فيما يخص الأسباب الفنية، أوضح مصدر مسؤول في لجنة الطاقة والاتصالات في مدينة الرقة أن كميات الكهرباء المتوفرة من سد الفرات لا تزال ضئيلة، نتيجة انخفاض مستوى الوارد المائي، بالإضافة إلى انقطاع الربط الكهربائي بين سدي تشرين والفرات. وأضاف أن الأولوية حالياً تُعطى لتوفير مياه الشرب والري، بينما توزّع الكميات المتبقية على المناطق السكنية، بحيث لا تتجاوز مدة التغذية الكهربائية 3 إلى 4 ساعات يومياً.
في المقابل، تحصل محطات ضخ مياه الشرب على نحو 12 ساعة من التغذية يوميًا، ما يثير تساؤلات بعض السكان حول إمكانية تحقيق توازن أفضل في توزيع الطاقة.
وعود بإصلاح وتحسن قريب
المصدر أشار في ختام تصريحه إلى وجود وعود رسمية بإصلاح خط الربط بين سدي الفرات وتشرين، ما قد يُسهم في تحسّن الوضع الكهربائي خلال الفترة المقبلة، ويخفف من معاناة الأهالي في مناطق الرقة وريفها. كما أعرب بعض السكان عن أملهم في أن تكون هذه الوعود جادة ومقرونة بإجراءات فعلية، مؤكدين أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي إلى مزيد من الأضرار الاقتصادية والصحية والاجتماعية.