عند أطراف صحراء الدهناء، حيث يمتد الأفق بلا نهاية، تتجلى واحة الأحساء الخضراء بأشجار النخيل الشامخة، متحدية حرارة الرمال. هذه الواحة، الواقعة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، ليست مجرد أعجوبة طبيعية، بل هي أكبر واحة نخيل في العالم، حيث تلتقي قوة الطبيعة بإرادة الإنسان.
تضم الأحساء ما يقارب ثلاثة ملايين نخلة، مما يجعلها مركزاً زراعياً هاماً ورمزاً للترابط بين الإنسان والأرض، بالإضافة إلى كونها وجهة سياحية تروي قصة الحياة في قلب الصحراء.
ترتبط واحة الأحساء بعلاقة عميقة مع السعوديين، فهي تمتد بين الرياض والدمام، وتضم مزارع النخيل التي تنتج أكثر من 200 ألف طن سنوياً من التمور، تشمل 127 صنفاً فريداً. يعيش في الأحساء أكثر من مليون نسمة، يمارسون الزراعة والتجارة، ويحافظون على هويتهم الثقافية المتوارثة.
تعتبر واحة الأحساء جوهرة سياحية في المملكة العربية السعودية وموقعاً على قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث تقدم إرثاً حضارياً وطبيعياً فريداً. تستقبل زوارها بمعالم تاريخية، وينابيع عذبة، وكنوز تراثية، وحدائق غناء، وبحيرة الأصفر الهادئة، بالإضافة إلى الحصون التاريخية والمساجد العريقة. وقد دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر واحة نخيل في العالم.
خلال شهر كانون الثاني/يناير من كل عام، تستقبل الأحساء الآلاف لحضور مهرجان تمور الأحساء، وهو فعالية زراعية وثقافية رائدة. يتم خلال المهرجان عرض مختلف أصناف التمور الأحسائية، بما في ذلك “السكري” و”الخلاص”، بالإضافة إلى عروض فنية وثقافية ومأكولات شعبية تعتمد على التمور.
وقعت مجموعة “إنسانا”، بالتعاون مع شركة “ضيافة” السعودية وبلدية الأحساء، شراكة لتطوير منتجع صحي في عين نجم بمدينة الهفوف. تشتهر عين نجم بمياهها الكبريتية العلاجية، وتعتبر وجهة سياحية وعلاجية لأمراض الروماتيزم والجلدية. يهدف هذا المشروع، الذي يحمل علامة “إنسانا” التجارية، إلى تعزيز مكانة الأحساء كوجهة للسياحة العلاجية والرفاهية الطبية، ويتماشى مع رؤية المملكة 2030.
أعرب المهندس عصام المللا، أمين أمانة الأحساء، عن فخره بقيادة هذا المشروع، بينما عبر فرانك هالموس، الرئيس التنفيذي لمجموعة “إنسانا”، عن سعادته بالتوسع في الشرق الأوسط. كما أعرب حمد آل حمد، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ضيافة”، عن سعادته بالمشروع واعتبره خطوة نحو تحقيق طموحات رؤية 2030.
الخبز والمخبوزات تعتبر مدخلاً لاكتشاف الثقافة المحلية، وهي متوفرة وسهلة التناول، مما يجعلها خياراً مثالياً للمسافرين. سياح كُثر يقطعون مسافات طويلة لزيارة مخبز معين وتذوق منتجه المميز. ويشهد هذا التوجه نمواً عالمياً، خصوصاً مع ارتفاع تقدير الناس للحرفية والجودة والطعم الأصيل.
قالت جيسيكا مورغان-هيليويل ووالدتها لويز من المملكة المتحدة في حديث لـ”بي بي سي” إنهما لا تمانعان السفر داخل بريطانيا وخارجها لاكتشاف مخابز جديدة. وفي كوريا الجنوبية، ظهرت ظاهرة تُعرف باسم “bbangjisullae”، أي “حجّ الخبز”.
تنظم دول عديدة مهرجانات خاصة بالمخبوزات، أبرزها مهرجان المخبوزات العالمي الذي يُقام في مدينة ليون الفرنسية. كما تُنظم جولات إرشادية لتعليم الزوار مراحل صناعة الخبز، وورش عمل تفاعلية لتعلّم تقنيات العجن، والتخمير، والتشكيل.
ونظراً لقيمتها التراثية والثقافية، أُدرجت بعض المخبوزات الشهيرة على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، مثل خبز الباغيت الفرنسي والمنقوشة اللبنانية. بعض الدول ذهبت أبعد من ذلك، وأسست متاحف للخبز كوسيلة جذب سياحي وثقافي، مثل متحف الخبز في أولم بألمانيا، ومتحف الخبز في بورغوندي بفرنسا.
أشهر وجهات سياحة المخبوزات في العالم: فرنسا (باريس)، إيطاليا (نابولي)، النمسا، الدانمارك، إسبانيا، ألمانيا، تركيا، المملكة المتحدة، السويد، كندا، الولايات المتحدة (شيكاغو تحديداً).
أخبار سوريا الوطن١-النهار