الأحد, 29 يونيو 2025 01:17 AM

بجهود أهلية: مدينة عربين بريف دمشق تستعيد الحياة رغم الدمار والتحديات

بجهود أهلية: مدينة عربين بريف دمشق تستعيد الحياة رغم الدمار والتحديات

بدأت مدينة عربين، الواقعة في قلب الغوطة الشرقية، بالتعافي تدريجياً بعد سنوات من الخراب الذي خلفته العمليات العسكرية والقصف العشوائي الذي مارسه نظام الأسد السابق. بعد أن بلغت نسبة الدمار في المدينة حوالي 70%، انطلقت مبادرات محلية بقيادة أبناء المدينة وتجارها، بهدف ترميم الأحياء المتضررة وتحسين الخدمات الأساسية.

على الرغم من الصعوبات، تُبذل جهود ذاتية مكثفة لإحياء المدينة التي كانت في السابق موطنًا لحوالي 100 ألف نسمة. تهدف هذه المبادرات إلى التغلب على التحديات الخدمية والاقتصادية وتوفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة. وفي هذا السياق، تم تشكيل لجان أهلية خدمية للمساهمة في تحسين الظروف المعيشية اليومية في المدينة.

أوضح براء عثمان لمنصة "سوريا 24" أن تشكيل هذه اللجان يمثل خطوة أولى نحو معالجة القضايا الخدمية. وأضاف: "باشرت اللجان عملها مباشرة في مختلف القطاعات، وعلى رأسها قطاع النظافة، من خلال التعاون مع شركة 'أي كلين' التي تنفذ حملات تنظيف دورية في الأحياء".

مجلس أعيان محلي لدعم التواصل

من بين المبادرات التي شهدتها المدينة مؤخرًا، إنشاء مجلس أعيان يضم مجموعة من تجار المدينة وشخصياتها المؤثرة. ووفقًا لعثمان، يسعى المجلس إلى التواصل مع المؤسسات الحكومية لتلبية الاحتياجات الأساسية، وتعويض النقص في البنية التحتية، بالإضافة إلى تقديم مقترحات عملية وسريعة لحل المشاكل القائمة.

الكهرباء والمياه.. بجهود أهلية وتمويل خاص

فيما يتعلق بوضع الكهرباء والمياه، أشار فداء الشامي، أحد سكان المدينة، لمنصة "سوريا 24"، إلى أن عربين تعتمد على مشاريع خاصة لتوفير الكهرباء من خلال مولدات ضخمة تعمل بنظام "اشتراك الأمبير"، بالإضافة إلى ساعات محدودة من الكهرباء النظامية. وأوضح أن المياه تُؤمَّن بشكل أساسي من خلال الآبار الجوفية التي تُضخ باستخدام مضخات موزعة على أحياء المدينة.

الإيجارات المرتفعة تعيق عودة السكان

على الرغم من الجهود المبذولة لإعادة الحياة إلى المدينة، تظل تكاليف السكن من أبرز التحديات التي تواجه العائدين. هذا الأمر كان من بين العقبات الرئيسية التي واجهت عودة عمر محمد، الذي صرح لمنصة "سوريا 24" بأنه اضطر إلى استئجار منزل مقابل 150 دولارًا شهريًا بعد أن وجد منزله مدمَّرًا بالكامل. وأضاف: "الوضع صعب، فالإيجارات تتراوح بين 100 و300 دولار، وهذا يشكل عبئًا كبيرًا، خصوصًا مع ارتفاع كلفة المعيشة".

في ظل غياب الدعم الخارجي وندرة الموارد، يواصل سكان عربين الاعتماد على أنفسهم لإعادة بناء مدينتهم، من خلال مبادرات محلية تنبع من الحاجة والإصرار، في مشهد يعكس تصميمًا جماعيًا على تجاوز آثار الحرب، على الرغم من الصعوبات.

مشاركة المقال: