وجهت الأمم المتحدة تحذيراً للحكومة الألمانية بشأن إعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا في الوقت الحالي، مؤكدة أن الأوضاع هناك ما زالت هشة وغير مستقرة. صرح المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ نُشرت يوم السبت (28 حزيران 2025)، بأن "النظام السوري السابق قد انتهى، لكن الحكومة الجديدة لا تزال غير قادرة على توفير بيئة آمنة ومستقرة، مما يجعل العودة الطوعية غير ممكنة حاليًا".
وأشار غراندي إلى أنه في حين عاد مئات الآلاف من النازحين داخلياً، لم تسجل أي عودة تذكر للاجئين من أوروبا، وذلك بسبب الظروف المعيشية الأفضل هناك. وحذر من الضغط على اللاجئين السوريين للعودة، معتبراً أن ذلك "قد يخلق أزمات إنسانية جديدة"، وشدد على ضرورة تحسين الأوضاع داخل سوريا قبل التفكير في إعادة اللاجئين.
انتقادات لتعليق برامج إعادة التوطين ولمّ الشمل
أعرب غراندي عن أسفه لقرار الحكومة الألمانية بتعليق برنامج إعادة توطين اللاجئين، الذي تديره المفوضية، والذي يستهدف الحالات الإنسانية الأكثر خطورة. وأوضح أنه "كان من الأفضل أن تواصل ألمانيا استقبال عدد محدود من اللاجئين عبر هذا البرنامج، خاصة أولئك المهددين بسبب ميولهم الجنسية أو ظروفهم الخاصة".
يُذكر أن برنامج إعادة التوطين يعفي اللاجئين المختارين من تقديم طلب لجوء رسمي، ويمنحهم إقامة أولية لمدة ثلاث سنوات. وكانت ألمانيا قد تعهدت باستقبال 13 ألف لاجئ ضمن هذا البرنامج خلال عامي 2024 و2025، إلا أن التغيير الحكومي في أيار الماضي أدى إلى تعليق هذا الالتزام.
قانون جديد يعلق لمّ شمل أسر "الحماية الثانوية"
في سياق متصل، وافق البرلمان الألماني (البوندستاغ) يوم الجمعة (2٧ حزيران) على قانون جديد يقضي بتعليق لمّ شمل أسر اللاجئين الحاصلين على "الحماية الثانوية"، وهي فئة من الحماية الدولية لا ترقى إلى مستوى اللجوء الكامل. وقد أثار هذا القرار انتقادات، خاصة من المفوضية الأممية، التي ترى أن غياب الأسرة يعقد اندماج اللاجئين في المجتمع.
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تستضيف حالياً حوالي 388 ألف لاجئ يتمتعون بوضع الحماية الثانوية، مما يجعل قرارات الحكومة الجديدة مؤثرة بشكل مباشر على شريحة واسعة من السوريين المقيمين فيها.