الإثنين, 30 يونيو 2025 12:50 AM

تصاعد شكاوى الأهالي في دير الزور من ممارسات "قسد" على الحواجز

تصاعد شكاوى الأهالي في دير الزور من ممارسات "قسد" على الحواجز

دير الزور – عبادة الشيخ: يعاني سكان في ريف دير الزور الشرقي بسوريا من ممارسات يقولون إنها "انتهاكات" ترتكبها عناصر "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). تتضمن هذه الممارسات عمليات سلب ونهب على الحواجز والدوريات المتنقلة، مما أثار حالة من الخوف وانعدام الأمان في المنطقة.

ووفقًا لشهادات الأهالي، يقوم عناصر "قسد" بمصادرة الممتلكات الشخصية والأموال دون أي مسوغ قانوني في بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي. وقد رصد مراسل عنب بلدي هذه الممارسات في حاجز "الصنور" بالبلدة نفسها.

أفاد سكان من بلدة أبو حمام، التقوا بمراسل عنب بلدي، بأن دوريات وحواجز "قسد" الليلية تستهدف المارة بشكل خاص، مستغلة الظلام لارتكاب تجاوزاتها. وتشمل هذه التجاوزات مصادرة الدراجات النارية والهواتف المحمولة والمبالغ المالية التي بحوزة المواطنين.

وعندما يستفسر المتضررون عن سبب المصادرة، يطلب عناصر "قسد" منهم مراجعة حاجز "الصنور" لاستعادة ممتلكاتهم. إلا أن هذا الإجراء يتبين لاحقًا أنه مجرد وسيلة للتملص من المسؤولية، حيث يواجه المتضررون صعوبة بالغة، إن لم تكن استحالة، في استعادة ممتلكاتهم المصادرة.

حوادث متكررة

تكررت هذه الحوادث بشكل ملحوظ في الأسبوعين الماضيين، حيث سُجلت عدة حالات مماثلة في حي العكادة ببلدة أبو حمام وعلى طريق "الشركة" في البلدة نفسها.

غانم، الذي فضل عدم ذكر اسمه كاملًا لأسباب أمنية، صرح بأنه تعرض لعملية سلب طالت ممتلكاته (هاتف محمول ومسدس ولابتوب)، بالإضافة إلى مبلغ 6000 دولار أمريكي كان بحوزته، من قبل أحد الحواجز المتنقلة التي تُنصب بشكل مفاجئ في المنطقة.

وقال غانم لعنب بلدي إن هذه الممارسات لم تعد حوادث فردية عشوائية، بل أصبحت نمطًا متكررًا مع أبناء المنطقة. وأضاف أن الحواجز المتنقلة تسهل على أفراد "قسد" ارتكاب هذه التجاوزات بعيدًا عن أعين الناس والجهات الرقابية.

متضرر آخر، فضل عدم الكشف عن اسمه خوفًا من الانتقام، ذكر أن دورية تابعة لـ"قسد" أوقفته خلال عودته إلى منزله في بلدة أبو حمام ليلًا أثناء استقلاله دراجته النارية. وأشار إلى أن العناصر طلبوا منه تسليم دراجته وهاتفه، وعندما اعترض، تعرض للتهديد بالاعتقال. وأضاف أنهم طلبوا منه التوجه إلى حاجز الصنور لاستعادة أغراضه، لكنه ذهب عدة مرات دون جدوى.

الصحفي إبراهيم الحسين، مدير موقع "الشرقية بوست"، صرح لعنب بلدي بأن تكرار حوادث السلب والنهب من قبل "قسد" في دير الزور يهدد بتداعيات خطيرة على علاقتها بالمجتمعات المحلية. واعتبر أن هذه الممارسات تؤدي إلى تآكل الثقة وتعميق العداء، مما يغذي خطاب الانفصال والتهميش ويقوض شرعية "قسد".

وأضاف أن عمليات السلب التي يقوم بها عناصر "قسد" تزعزع الاستقرار الأمني وتدفع الأهالي للدفاع عن أنفسهم، بينما يؤدي تدهور الأوضاع المعيشية إلى زيادة الاحتقان الاجتماعي.

ويرى الحسين أن توجيه الضحايا إلى حاجز "الصنور" لاستعادة ممتلكاتهم يمكن تفسيره بمحاولة لضبط الفساد وتجميل الصورة، ولكنه قد يكون أيضًا شكلًا من الضغط على الضحايا. وأضاف أن تزايد حوادث السلب والنهب في مناطق مثل أبو حمام يعود إلى الفساد المستشري وغياب المحاسبة.

ووثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" 64 حالة اعتقال على يد "قسد" خلال شهر أيار الماضي، من أصل 157 حالة اعتقال تعسفي في سوريا.

مشاركة المقال: