الإثنين, 30 يونيو 2025 08:58 PM

درعا البلد تستعيد الحياة: إنارة بالطاقة الشمسية تحد من السرقة وتحسن حركة السكان

درعا البلد تستعيد الحياة: إنارة بالطاقة الشمسية تحد من السرقة وتحسن حركة السكان

درعا – محجوب الحشيش: بدأ مجلس مدينة درعا في تركيب مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية بهدف إنارة الطرق الرئيسية في مدينة درعا البلد. تعاني المدينة من تقنين كهربائي حاد، مثلها مثل باقي المدن والقرى في المحافظة، مما يجعل تشغيل الكشافات الليلية على الطاقة الكهربائية أمرًا صعبًا.

أعرب سكان في درعا البلد لعنب بلدي عن أن البدء بتركيب المصابيح يمثل خطوة مهمة نحو إعادة مظاهر الحياة إلى المدينة التي دمر معظمها، بالإضافة إلى توفير الحماية من عمليات السرقة. وقد قام رجل الأعمال وليد الزعبي بشراء الأجهزة على نفقته الخاصة، بينما تكفل مجلس مدينة درعا بتركيبها. اختار المجلس الأعمدة البيتونية لصعوبة التسلق عليها، وذلك لحمايتها من السرقة.

للطرق الرئيسة فقط

أوضح إياد الراضي، رئيس ورشة الإنارة في مجلس مدينة درعا، لعنب بلدي أن الورشة بدأت بتركيب المصابيح في حي المنشية المدمر، حيث تم تركيب 20 مصباحًا حتى الآن. ومن المتوقع أن يصل عدد المصابيح المركبة إلى 100 مصباح بحلول نهاية شهر حزيران الحالي. وأشار الراضي إلى أن هذه الكمية غير كافية لتغطية الطرق الرئيسة في جميع أنحاء المدينة، حيث تحتاج إلى أكثر من 300 جهاز على الأقل.

في أيار الماضي، أطلق ناشطون وفعاليات مدنية في محافظة درعا مبادرة مجتمعية تهدف إلى إنارة الطرق الرئيسة في المحافظة من خلال جمع تبرعات مالية لشراء 2000 مصباح كمرحلة أولى، بتكلفة 100 دولار أمريكي للمصباح الواحد. كما شهدت مناطق عدة في محافظة درعا حملات مماثلة. فعلى سبيل المثال، نفّذ مجلس بلدية تسيل مشروع "نور دربك" في نيسان الماضي، والذي يهدف إلى إنارة الطرق الرئيسة في البلدة.

تحسين الحركة وتخفيف السرقة

أكدت الستينية فوزية مسالمة، القاطنة في درعا البلد، أن تركيب مصابيح لإنارة الشوارع سهّل تنقل المارة ونشط الحركة ليلًا، مشيرة إلى صعوبة الحركة قبل وجود المصابيح، حيث كانت تستخدم جهاز "كشاف" لتنير طريقها. وبدوره، قال الخمسيني عماد عياش، وهو من درعا البلد أيضًا، لعنب بلدي إن وجود إنارة في الشوارع يبعث على الشعور بالأمان، لافتًا إلى أن المنطقة التي وضع مجلس البلدية مصابيح فيها هي منطقة مدمرة وموحشة ليلًا. وأضاف أن "الكواشف" تخفف من حوادث السرقة، إذ تسهل مراقبة الممتلكات الخاصة والعامة، وتصعب على اللصوص التخفي لأن المصابيح تكشف الطريق، مطالبًا بتغطية شوارع درعا البلد كاملة وعدم الاقتصار على الشوارع الرئيسة فيها.

واعتبر محمد مسالمة، وهو قصّاب في درعا البلد، أن تركيب المصابيح يخفف من حوادث السرقة ويزيد من حركة السكان ليلًا، منتظرًا إكمال مجلس المدينة تركيب المصابيح على الطريق الرئيس الذي يفتح فيه محله. وأجمع أشخاص قابلتهم عنب بلدي على أن تركيب مصابيح ربما يراها البعض أمرًا ثانويًا، لكنها تحوّل الشوارع من موحشة مظلمة إلى آمنة، خاصة في مناطق درعا وعموم الجنوب السوري، الذي عانى لسنوات من تردي معظم الخدمات.

مشاركة المقال: