المتحف الافتراضي السوري: منصة رقمية تفاعلية لحماية التراث الثقافي

دمشق-سانا: في خطوة مهمة لحماية وتوثيق التراث الثقافي السوري للأجيال القادمة، أُطلق مشروع المتحف الافتراضي في سوريا. يقدم المشروع محتوى رقميًا غنيًا يتيح للمهتمين والباحثين والجمهور استكشاف مقتنيات المتاحف السورية وتاريخها العريق من خلال منصة تفاعلية مجانية على الإنترنت.

المتحف الافتراضي في سوريا هو مبادرة مستقلة أطلقتها منظمة ميراث التراث الثقافي (Mirath Initiative for Cultural Heritage)، وهي منظمة غير ربحية مسجلة في الولايات المتحدة الأمريكية. لا تتبع المنظمة لأي جهة رسمية سورية أو دولية، وتعتمد على جهود تطوعية من فريق من المختصين والباحثين والمهتمين بالتراث الثقافي السوري في الداخل والخارج، مع تمويل صفري بالكامل.

حفظ رقمي وتوثيق علمي

يوفر المتحف الافتراضي أرشفة رقمية شاملة للقطع الأثرية السورية من مختلف المتاحف والمواقع التاريخية، مع شروحات علمية دقيقة وصور موثقة عالية الجودة. يساهم ذلك في توسيع الوعي بأهمية التراث السوري وضرورة صونه وحمايته، وفقًا لمدير المشروع بشر العيسى.

أوضح العيسى لمراسلة سانا أن الهدف الأساسي من المشروع هو تقديم منصة معرفية شاملة ومتاحة للباحثين والجمهور على حد سواء، لتمكينهم من استكشاف أبرز المعروضات والمقتنيات التاريخية السورية وتوثيق معانيها الثقافية والتاريخية الغنية.

يشمل المشروع حاليًا مواقع رقمية افتراضية تمثل المتاحف الرئيسية في سوريا، مثل: متحف دمشق الوطني، ومتاحف تدمر، وحلب، والرقة، ودير الزور، والسويداء. يخصص لكل متحف قسم خاص يعرض معلومات تاريخية عنه ووصفًا تفصيليًا لمختارات من مقتنياته، مدعومًا بمراجع أكاديمية معتمدة.

أشار العيسى إلى أن العمل على تطوير وإثراء محتوى المنصة يجري بشكل تدريجي ومستمر، دون جدول زمني محدد، بالتعاون مع باحثين متخصصين في مجال الآثار والتراث الثقافي.

أداة تعليمية وتوعوية

في ظل ما شهده التراث السوري من دمار وتخريب وسرقة ممنهجة خلال حكم النظام البائد، أكد العيسى أن المتحف الافتراضي سيكون أداة تعليمية وتوثيقية، وليس بديلاً عن التراث المادي. بل هو وسيلة لحمايته وإيصال المعرفة حوله للأجيال القادمة.

وحول إمكانية التوسع بالمشروع، لفت العيسى إلى وجود أفكار لتوسيع نطاقه ليشمل جميع مناطق سوريا في المستقبل، بما تسمح به الإمكانات والموارد المتاحة، مع فتح المجال للتعاون الوثيق مع المؤسسات الثقافية والباحثين لتطوير المحتوى بشكل دوري.

يعتمد المتحف الافتراضي على أدوات تفاعلية حديثة تتيح للزائر التعليق والمشاركة في النقاش حول القطع الأثرية، مما يساهم في تعزيز الوعي الثقافي وترسيخ الانتماء للهوية السورية الجامعة، بحسب العيسى.

يؤكد العيسى أن المشروع يمثل دليلاً رقميًا موجهًا لجميع المهتمين والباحثين والطلاب، ويهدف إلى إتاحة الفرصة لاكتشاف تاريخ سوريا العريق وحضاراتها المتعاقبة عبر محتوى بصري ومعرفي غني.

تابعوا أخبار سانا على ا و