في خطوة جادة لمواجهة تحديات المخدرات الاجتماعية والصحية، نظمت وزارة الإعلام بالتعاون مع وزارتي الداخلية والصحة ندوة وطنية بعنوان "الاستثمار في الوقاية لمكافحة المخدرات"، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، الذي يمثل تهديداً للأفراد والمجتمع.
الإعلام: شريك أساسي في المواجهة
أكد زيدان باكير، مدير الإعلام التنموي في وزارة الإعلام، على الدور المحوري للإعلام في مكافحة المخدرات، مشيراً إلى أنه ليس مجرد ناقل للأخبار، بل أداة استراتيجية لنشر الوعي والتصدي للمفاهيم الخاطئة. وأضاف أن المرحلة الحالية تتطلب تفعيل دور الإعلام في تصحيح المفاهيم المغلوطة ورصد حملات التضليل، والمساهمة في تكوين رأي عام رافض للمخدرات. كما أعلن عن خطط مستقبلية لتنفيذ مشاريع إعلامية تستهدف الشباب وتعزز المناعة النفسية والمجتمعية ضد الإدمان، مؤكداً على مبدأ "لا للمخدرات" داخل سوريا وعلى الحدود.
جهود أمنية مكثفة
أوضح العميد أنور عبد الحي من إدارة مكافحة المخدرات أن الوزارة أطلقت عمليات ممنهجة لإنشاء قاعدة بيانات دقيقة لمعامل التصنيع والتهريب، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والمجتمع المحلي، وذلك رغم قلة الموارد وصعوبة الوضع الأمني.
أرقام وإحصائيات هامة
أشار عبد الحي إلى أن الجهود المبذولة أسفرت عن ضبط 320 مليون حبة كبتاغون، و121 طناً من المواد الأولية، وتفكيك عشرات المستودعات والمعامل، واعتقال شخصيات مرتبطة بالنظام السابق متورطة في عمليات التصنيع والترويج. وأكد على التنسيق الأمني مع دول مثل السعودية والكويت والأردن وتركيا، مما ساهم في خفض كميات التهريب.
الإدمان: منظور طبي ونفسي
أوضح الدكتور أحمد السلامة، رئيس دائرة الصحة النفسية بوزارة الصحة، أن الإدمان يبدأ بفضول التجربة، خاصة لدى اليافعين، ويتحول إلى عبودية نفسية وجسدية تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل تلف الدماغ واضطرابات القلب والكبد، بالإضافة إلى اضطرابات عقلية وتداعيات اجتماعية. وأشار إلى وجود مراكز متخصصة لعلاج الإدمان في دمشق وحلب، وخطوط اتصال مفتوحة للاستشارات النفسية، ومراكز صحية تقدم خدمات التشخيص والعلاج النفسي.
تحديات وعقبات
كشف عبد الحي عن أبرز التحديات التي تواجه مكافحة المخدرات، مثل صعوبة الجغرافيا الحدودية، وتطور تقنيات الجريمة المنظمة، ونقص الكوادر المتخصصة.
توصيات الندوة
- تعزيز الحملات الإعلامية والبرامج الوقائية في المدارس والجامعات.
- دعم الشباب ببدائل إيجابية، مثل الرياضة والعمل التطوعي.
- تمكين المتعافين ودمجهم في سوق العمل.
- بناء منظومة تشاركية بين الدولة والمجتمع لمواجهة الخطر.