الثلاثاء, 1 يوليو 2025 01:43 AM

تزايد الانشقاقات في صفوف المقاتلين العرب بـ "قسد" بسبب التمييز ومصادرة الأراضي

تزايد الانشقاقات في صفوف المقاتلين العرب بـ "قسد" بسبب التمييز ومصادرة الأراضي

تستمر الانشقاقات في صفوف المقاتلين العرب المنضوين تحت لواء "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وذلك على خلفية تصاعد الانتهاكات التي تشهدها مناطق سيطرة هذه القوات في شمال شرق سوريا.

وكشفت معلومات حصلت عليها "زمان الوصل" من مصادر ميدانية وستة منشقين، عن تفاقم هذه الظاهرة بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، خاصة مع تغير المزاج العام في الرقة والحسكة ودير الزور.

من الترغيب إلى الترهيب

كان المال دافعاً رئيسياً لانضمام العديد من المقاتلين العرب إلى "قسد"، خاصة في ظل الأوضاع المعيشية المتدهورة. إلا أن هذا الدافع لم يعد كافياً بعد أن اصطدم هؤلاء بواقع مليء بالتمييز والتهميش والتجاوزات الأمنية.

أحد المنشقين تحدث لـ "زمان الوصل" عن حادثة قامت فيها "قسد" بمصادرة قطعة أرض تعود لعائلته في ريف الرقة، وإجبار الورثة على التوقيع على تنازل قسري لبناء مقر أمني كُتب عليه "تبرع"! وأكد أن هذه الحادثة ليست استثناء، بل جزء من سياسة ممنهجة لمصادرة ممتلكات العرب، بحسب شهادات متقاطعة.

تكرار تجربة الأسد

أكد مقاتلون آخرون أن مشاركتهم في "قسد" أصبحت عبئاً أخلاقياً، بعد أن شعروا بأنهم يُستخدمون في معركة ضد "الجيش العربي السوري" - على حد وصفهم - بينما لا تزال قيادات "قسد" تتعامل معهم كعناصر من الدرجة الثانية.

وقال أحد المنشقين إن قادة "قسد" لا يترددون في اتهام أي شاب عربي بأنه "داعشي" أو "متأثر بالتنظيم"، لمجرد مخالفة أو اشتباه.

وأضاف: "الأساليب ذاتها التي كنا نثور ضدها لدى النظام، نجدها الآن داخل قسد: اعتقال، تعذيب، مصادرة، استعلاء قومي".

مصدر مطلع زوّد "زمان الوصل" بمقطع فيديو يظهر مقاتلاً عربياً أثناء تجنيده في صفوف "قسد"، بدا فيه مرتبكاً، خائفاً، وبلا قناعة ظاهرة.

ويثير الفيديو تساؤلات حقيقية حول مدى إيمان هؤلاء المقاتلين بـ "المشروع السياسي" الذي تتبناه "قسد"، وحول طبيعة العلاقة بينهم وبين القيادة الكردية المتنفذة داخل القوات.

ما بعد أول رصاصة

يشير أحد المنشقين إلى أن القيادات الكردية في "قسد" تعي تماماً أن اندلاع أي مواجهة عسكرية مع قوات الدولة السورية قد يؤدي إلى انشقاقات جماعية. "هناك وحدات عربية كاملة جاهزة للانقلاب بعد أول طلقة"، حسب تعبيره.

ماذا بعد الانشقاق؟

يواجه المنشقون عن "قسد" تحديات حقيقية: الملاحقة الأمنية، فقدان مصدر الرزق، صعوبات الاندماج في مجتمعاتهم الأصلية، بل وحتى خطر التصنيف كـ "خونة" من الطرفين. ومع ذلك، فإنهم يرون في هذه الخطوة طريقاً لاستعادة الكرامة، وربما بداية للانضمام إلى الجيش السوري.

بين السطور..

  • الانشقاقات العربية من "قسد" لم تعد حالات فردية معزولة، بل مؤشراً على تصدع داخلي يتوسع تدريجياً.
  • التمييز العرقي والممارسات الأمنية القمعية تقوّض فرص أي مشروع مشترك بين المكونات السورية.
  • ما يحدث في شرق سوريا اليوم هو إعادة إنتاج لمنطق الإقصاء، ولكن بوجوه جديدة.
مشاركة المقال: