في محافظة الرقة، وعلى الرغم من قلة الدعم، أظهر الشباب تفانيهم وطموحهم من خلال دوري كروي محلي أقيم في مزرعة الأسدية. شارك في الدوري اثنا عشر فريقًا يمثلون مختلف أرياف المحافظة، وجاءت هذه المبادرة بجهود فردية من اللاعبين والمهتمين بالشأن الرياضي.
تحديات كبيرة وإرادة أكبر
على الرغم من الإمكانات المادية والتقنية المحدودة، نجح القائمون على الدوري في تنظيمه باحترافية عالية. تم وضع جدول دقيق للمباريات والاستعانة بحكم محترف لضمان نزاهة المنافسة. ساهمت الأجواء التنافسية والروح الرياضية العالية في إنجاح هذا الحدث، الذي يهدف إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية بين مناطق الريف وتشجيع الشباب على الانخراط في أنشطة رياضية بناءة، بالإضافة إلى اكتشاف ودعم المواهب الصاعدة التي تفتقر إلى الفرص.
شهادات من قلب الحدث
أعرب اللاعب علي الحسين من فريق الأسدية عن فخره قائلًا: "نحن نملك الكثير من المواهب، لكن الإهمال والغياب التام للدعم من الجهات المختصة يعيقان تطورنا. هذا الدوري أُقيم بجهود شخصية من اللاعبين والمهتمين، ونحن نفخر بما أنجزناه رغم الصعوبات".
وأوضح المدرب خاشع الأحمد: "نادرًا ما تصلنا دعوات أو دعم من الجهات الرسمية. هذا الدوري، الذي تم تنظيمه ذاتيًا، يؤكد أن هناك رغبة حقيقية في الأرياف لتطوير كرة القدم رغم النقص في الإمكانات".
وأكد أحمد الشامي، ممثل الجهة المنظمة، أن البطولة انطلقت بدافع الشغف: "نحن كفريق منظّم بدأنا هذا المشروع بشغف وبدون أي دعم مالي أو لوجستي. نأمل أن تلتفت الجهات المعنية إلى مواهب كرة القدم في الأرياف وتدعمهم كما يستحقون".
رد رسمي… وتأكيد على صعوبة المرحلة
من جانبه، صرّح مصدر مسؤول في لجنة الشباب والرياضة بمحافظة الرقة: "ندرك تمامًا التحديات التي تواجه الرياضة الريفية في المحافظة، ونعمل على إيجاد حلول مستقبلية تدعم هذه الفئة المهمة من الشباب. إن هذا الدوري يُعد خطوة إيجابية، ونقدّر الجهود المبذولة من اللاعبين والمهتمين".
وأضاف: "مع ذلك، هناك قيود مادية وموارد محدودة تؤثر على سرعة تنفيذ هذه الخطط، ونحن نأمل بتعاون الجميع لرفع مستوى الرياضة في الأرياف، لأنها ركيزة أساسية لبناء جيل رياضي قادر على المنافسة وتحقيق الإنجازات".
جوائز محفّزة ورسالة أمل
سيشهد ختام الدوري توزيع جوائز نقدية وعينية تقديرًا لجهود الفرق واللاعبين، في خطوة تهدف إلى تعزيز الحافز وتشجيع المزيد من الشباب على المشاركة في الأنشطة الرياضية. هذا الدوري ليس مجرد حدث رياضي، بل رسالة واضحة تعبّر عن إصرار المجتمع المحلي في ريف الرقة على النهوض بالرياضة رغم كل التحديات، بانتظار أن يلقى هذا الحراك الشبابي صدى حقيقيًا لدى الجهات المعنية والداعمين.