في أول ظهور علني لها منذ ترك منصبها، انتقدت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل (CDU) سياسة التعامل مع طالبي اللجوء في ألمانيا، وذلك خلال حوار مفتوح مع لاجئين من سوريا وأفغانستان وإيران. اللقاء، الذي عُرض ضمن برنامج "WDRforyou" على قناة WDR، شهد تعبير ميركل عن قلقها بشأن الإجراءات المتبعة على الحدود الألمانية.
صرحت ميركل: "إذا قال أحدهم على الحدود الألمانية ‘لجوء’، فيجب أولاً منحه فرصة لإجراء رسمي. يمكن أن يتم ذلك مباشرة على الحدود، ولكن لا بد من وجود إجراء قانوني". يمثل هذا التصريح انتقادًا لنهج الحكومة الحالية التي يقودها حزبها (CDU)، والتي تتبنى سياسة صارمة تجاه طالبي اللجوء القادمين عبر دول أوروبية آمنة. ومع ذلك، أيدت ميركل مبدأ الحد من الهجرة غير النظامية، مع التأكيد على ضرورة وضع معايير أوروبية موحدة.
أكدت ميركل دعمها لإعادة من رُفضت طلبات لجوئهم، بمن فيهم المرحلون إلى أفغانستان، لكنها حملت الحكومة الألمانية مسؤولية التأخير في استقبال الموظفين المحليين الأفغان الذين وعدوا بالحماية، قائلة: "وزارة الخارجية تعرف أن وعودًا قد قُطعت… والحكومة الحالية يجب أن تفي بها".
ردًا على تصريحات ميركل، أوضح رئيس ديوان المستشارية تورستن فراي (CDU) في برنامج "مورغن ماغازين" أن المادة 16a من الدستور والمادة 18 من قانون اللجوء تنصان على أنه إذا قدم شخص طلب لجوء في دولة أوروبية أخرى أو أتى من دولة آمنة، فلا يُعد في حالة فرار.
دافع فراي عن مقولة ميركل الشهيرة "سننجح في ذلك" (Wir schaffen das) التي أطلقتها خلال أزمة اللاجئين عام 2015، مشيرًا إلى أن السياق كان مختلفًا حينها. وأكد أنه منذ عام 2019، في عهد حكومة ميركل، تم اعتماد حزمة إصلاحات كبيرة تضمنت قانونًا لتحسين عمليات الإبعاد.
أعربت ميركل عن قلقها من مسار النقاشات السياسية في ألمانيا، مشيرة إلى ضرورة الاهتمام بمخاوف من ساعدوا اللاجئين، وعدم التركيز فقط على أجندة حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD). وأضافت: "نتحدث كثيرًا عن الناس الذين جاؤوا إلينا، لكن ربما لا نتحدث كثيرًا معهم".
أوضحت ميركل أن هذا هو السبب الرئيسي لمشاركتها في الحوار مع اللاجئين، الذي أقيم في مطعم سوري في برلين، وتناول قصص اندماجهم والتحديات التي واجهوها والنجاحات التي حققوها في ألمانيا. الحلقة الكاملة بعنوان: "بعد 10 سنوات – أنغيلا ميركل في حوار مع اللاجئين" ستُعرض في 30 يونيو على منصة ARD Mediathek.