السبت, 5 يوليو 2025 09:08 AM

الأوليفا: كنز بحري سوري وفوائده المتعددة من الشاطئ إلى مائدتك

الأوليفا: كنز بحري سوري وفوائده المتعددة من الشاطئ إلى مائدتك

تتزين الشواطئ السورية بأشرطة خضراء زاهية من طحلب "خس البحر" أو "الأوليفا" (Ulva lactuca)، مضيفةً جمالاً خاصاً للمشهد. هذا الكنز الطبيعي يحمل فوائد جمة.

لمعرفة المزيد عن صفاته ، وكيفية جمعه، وفوائده

تواصلنا مع الناشط في البيئة البحرية محمود عبد القادر أحمد الذي عرفنا بخس البحر قائلاً: هو طحلب بحري ذو أوراق مسطحة ورقيقة وشبه شفافة، غالباً ما تكون مطوية أو متموجة قليلاً، بلون أخضر لامع. يصل طول أوراقه إلى أكثر من 30 سنتيمتراً في بعض الأحيان. يتميز بملمس ناعم وزلق قليلاً عندما يكون طازجاً، ينمو متشبثاً بالصخور أو الشعاب المرجانية في المياه الضحلة الهادئة في البحار والمحيطات المعتدلة والدافئة، مثل سواحل البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي والهادئ.

موسم الحصاد

وعن موسم الحصاد أوضح محمود عبد القادر أحمد: ذروة حصاده تكون في الربيع والصيف، عندما تكون ظروف الماء مثالية من حيث الحرارة والضوء. يعتمد الحصاد التقليدي بشكل كلي على ظاهرة المد والجزر، حيث تكشف المياه المنحسرة الصخور والأعشاب البحرية، بما فيها خس البحر. يتم جمع الطحالب بعناية، إما بقطع الجزء العلوي وترك القاعدة لتنمو مجدداً، أو بجمع العينات الطافية. مع أهمية السرعة خلال عملية نقل الطحلب، من أجل معالجته وتبريده، بغية الحفاظ على نضارته وجودته.

من البحر إلى المائدة … طرق تناول خس البحر

أشار الناشط البيئي إلى إمكانية استهلاك خس البحر بعدة طرق متنوعة، تقليدية وحديثة. عند استهلاكه طازجاً، يُغسل جيداً لإزالة الرمل والأملاح والكائنات الدقيقة، ثم يُضاف إلى السلطات ليمنحها نكهة بحرية لذيذة وقواماً مقرمشاً، خاصة مع الخيار والبندورة والبصل وعصير الليمون أو الخل الخفيف. أما في حال أردنا تجهيزه مطبوخاً، فيضاف إلى الشوربات البحرية أو الخضراوات، ويُقلى سريعاً مع الثوم والزيت والبهارات، ليتحوّل إلى طبق جانبي لذيذ. كما يمكن أن يضاف مع المأكولات البحرية، أو يجفف تحت الشمس أو في مجففات خاصة ليصبح هشاً، ليستخدم في الشوربات واليخنات، أو يُطحن ليصبح بودرة، تُستخدم كمكثف طبيعي أو مكمل غذائي، وحتى كنكهة ولون في بعض الأطعمة.

فوائد صحية مذهلة

يرى أحمد أنّ خس البحر ليس مجرد طعام لذيذ، بل هو مصدر غذائي غني، يحتوي على فيتامينات مهمة مثل A، C، وB12 (النادر في النباتات)، كما أنه أيضاً غني بالمعادن مثل الحديد، الكالسيوم، المغنيسيوم، واليود بكميات معتدلة، ويحتوي على مضادات أكسدة تحارب الجذور الحرة وتقوي المناعة، وهو مصدر للبروتين النباتي الكامل مع جميع الأحماض الأمينية الأساسية، الأمر الذي يجعله خياراً صحياً. والأهم مما سبق أنه صديق للبيئة، إذ لا يحتاج إلى أراض زراعية أو مياه عذبة، ويساعد في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتحسين النظام البيئي البحري.

وختم أحمد بالقول: خس البحر أو "الأوليفا" أكثر من مجرد طحلب يزين الشواطئ، إنه مكون غذائي غني بالفوائد، يتمتع بنكهة فريدة وشكل مميز، من الحصاد اليدوي عند انحسار المد، إلى تزيين أطباق الذواقة، ليثبت هذا الطحلب البسيط أنه كنز بحري حقيقي يستحق التجربة.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: