الجمعة, 4 يوليو 2025 10:03 PM

ماليزيا تفكك شبكة تمويل لتنظيم "الدولة الإسلامية" وتكشف مخططات تجنيد في سوريا وبنغلاديش

ماليزيا تفكك شبكة تمويل لتنظيم "الدولة الإسلامية" وتكشف مخططات تجنيد في سوريا وبنغلاديش

أعلنت الشرطة الماليزية عن تفكيك شبكة تقوم بتمويل تنظيم "الدولة الإسلامية" بهدف دعم أنشطته في سوريا وبنغلاديش. صرح المفتش العام للشرطة الماليزية، محمد خالد إسماعيل، في مؤتمر صحفي نقلته وكالة الأنباء الماليزية، بأن مجموعة من المواطنين البنغلاديشيين المرتبطين بالتنظيم استغلوا منصات التواصل الاجتماعي لنشر الدعاية وتجنيد أعضاء جدد من بين العمال المهاجرين في ماليزيا.

وأوضح أن فرع الشرطة الخاص اكتشف هذه المجموعة من خلال تتبع عدد من حسابات "فيسبوك" التي كانت تنشر محتوى مرتبطًا بتنظيم "الدولة الإسلامية"، وتبين أن جميع هذه الحسابات تعود إلى عناوين بروتوكول الإنترنت (IP) مسجلة في ماليزيا. وأشار المسؤول الماليزي إلى أن الهدف من التجنيد هو إرسال المقاتلين إلى سوريا أو دعم أنشطة تنظيم "الدولة الإسلامية"، بالإضافة إلى جمع الأموال وإرسالها إلى سوريا وشبكات التنظيم في بنغلاديش.

وأضاف أن المجموعة استخدمت تطبيقات الدفع عبر الهاتف المحمول مثل (Touch ‘n Go وbKash)، بالإضافة إلى خدمات تحويل الأموال الدولية، لجمع الأموال لدعم الأنشطة المسلحة. وذكر خالد أن الأعضاء كانوا يدفعون 500 رينجيت ماليزي سنويًا (ما يعادل 118.46 دولارًا أمريكيًا) كرسوم عضوية لـ "الحركة المسلحة المتطرفة" في بنغلاديش.

وبناءً على معلومات استخباراتية، اعتمدت الجماعة على استراتيجيات متعددة للتجنيد، بما في ذلك استهداف العمال في المصانع ومواقع البناء ومحطات الوقود، مع التركيز على الجالية البنغلاديشية العاملة في ماليزيا. كما استخدمت منصات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" لنشر الأيديولوجيات المتطرفة وجذب المزيد من المؤيدين. ووفقًا لإسماعيل، تم استخدام تطبيقات المراسلة مثل "واتساب" و"تلجرام" على نطاق واسع لتوزيع الدعاية وتنسيق العمليات وتنظيم الأنشطة السرية، بما في ذلك جلسات التعليم الديني واجتماعات الأعضاء. وأفادت الوكالة الماليزية بأن الشرطة تمكنت من ضبط ما بين 100 إلى 150 شخصًا متورطين في مجموعة "واتساب".

مخاوف من تداعيات أمنية

اعتبر المفتش العام للشرطة الماليزية، أحمد خالد إسماعيل، أن ماليزيا معرضة لخطر التحول إلى مركز لوجستي ومركز عبور للمسلحين الأجانب. وأضاف أن تسلل الأيديولوجيات المتطرفة إلى مجتمعات المهاجرين، والتي يصعب كشفها، قد يؤدي إلى أنشطة تخريبية تُنفذ سرًا. وحذر من أن هذه القضية، إذا تُركت دون معالجة، قد تؤثر على مكانة ماليزيا الدولية وعلاقاتها الدبلوماسية في المنطقة.

وأكد أن الشرطة الماليزية ستتخذ الإجراءات المناسبة بحق المتورطين بشكل طفيف وتعيدهم إلى أوطانهم، بينما ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة وتوجه التهم بموجب القوانين الوطنية للمتورطين بشكل كبير. وأشار إلى أن الأفراد الذين أعلنوا "البيعة" عبر الإنترنت أصبحوا مسؤولين عن قيادة خلايا جديدة في مناطق معينة، بهدف توسيع نفوذ المجموعة وعملياتها. وأضاف أن عملية التجنيد تتم على مراحل، بدءًا بعملية التدقيق والتقدم نحو تشكيل المزيد من الأعضاء النخبة.

يذكر أن ماليزيا احتجزت مئات الأشخاص للاشتباه في تورطهم في أنشطة متشددة بعد هجوم وقع في العاصمة كوالالمبور عام 2016 ارتبط بتنظيم "الدولة الإسلامية"، إلا أن الاعتقالات تراجعت إلى حد كبير في السنوات القليلة الماضية.

نشاط في سوريا

عاد تنظيم الدولة الإسلامية إلى الواجهة بعد اتهامه من قبل وزارة الداخلية السورية بالوقوف خلف تفجير كنيسة "مار إلياس" بحي الدويلعة في دمشق، في 22 من حزيران الماضي. وأدى الهجوم على الكنيسة الدمشقية إلى مقتل 25 شخصًا وإصابة 63 آخرين، بحسب ما ذكرته وزارة الصحة السورية لوكالة الأنباء السورية (سانا).

وفي 23 من حزيران، نفذ الأمن السوري حملة أمنية ضد خلية من تنظيم "الدولة" في ريف دمشق، مرتبطة بالتفجير، وأسفرت عن مقتل شخصين واعتقال خمسة آخرين. وأوضح المتحدث الرسمي للوزارة أن الانتحاري الأول الذي نفذ تفجير الكنيسة، والثاني الذي ألقي القبض عليه وهو في طريقه لتنفيذ تفجير انتحاري في مقام "السيدة زينب" في ريف دمشق، قدما إلى دمشق من مخيم "الهول" عبر البادية السورية، وتسللا بعد تحرير العاصمة، بمساعدة زعيم الخلية، مستغلين حالة الفراغ الأمني بداية التحرير، وهما غير سوريين.

وفي كانون الأول 2024، نفذت طائرات فرنسية ضربات على مواقع لتنظيم "الدولة" وسط سوريا، ضمن مشاركتها في التحالف الدولي، وهي العملية الأولى من هذا النوع التي تنفذها فرنسا منذ سنتين، وفق وزير الدفاع، سيباستيان لوكورن. وزادت التحذيرات من عودة نشاط التنظيم والدعوات لضرورة مكافحته، فكان ملف "مكافحة الإرهاب" حاضرًا على طاولة اللقاءات بين رؤساء ووزراء دول عديدة وشخصيات الحكومة السورية، مع تحركات من الأخيرة لمواجهة خلايا التنظيم، أبرزها القبض على القيادي "أبو الحارث العراقي" (كان يشغل مناصب مهمة فيما يسمى "ولاية العراق"، أبرزها ملف الوافدين ونائب مسؤول التجهيز، وهو ضالع في العديد من الهجمات التي ينفذها التنظيم).

وكشف مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة شاركت معلومات استخباراتية مع الإدارة السورية الجديدة، أدت إلى إحباط مخطط لتنظيم "الدولة" لتفجير مقام "السيدة زينب"، تبعه اتفاق سوريا مع الأردن والعراق وتركيا ولبنان على إدانة الإرهاب بكل أشكاله، والتعاون في مكافحته عسكريًا وأمنيًا وفكريًا، وإطلاق مركز عمليات مشترك للتنسيق والتعاون في مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية".

مشاركة المقال: