الإثنين, 7 يوليو 2025 01:59 PM

إنجاز علمي: علماء صينيون يزرعون نسيج قلب بشري نابض داخل خنزير

إنجاز علمي: علماء صينيون يزرعون نسيج قلب بشري نابض داخل خنزير

أخبار سوريا والعالم/ حقق فريق بحثي صيني اختراقًا في مجال الهندسة الوراثية، حيث نجح في زراعة نسيج قلبي بشري داخل جنين خنزير. وقد استمر هذا العضو المصغر في النبض بشكل تلقائي لمدة 21 يومًا متواصلة.

يقود هذا المشروع الطموح الدكتور لاي ليانغكسو من معهد غوانغتشو للطب الحيوي والصحة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم. وكان الفريق قد حقق سابقًا إنجازًا مماثلاً بزراعة كلى بشرية في أجنة الخنازير، حيث استمرت الكلى في العمل لمدة 28 يومًا.

تعتمد هذه التقنية الثورية على مفهوم "الكائنات الخيمرية"، وهي كائنات حية تجمع بين الخلايا البشرية والحيوانية.

تتضمن العملية تعديلًا جينيًا للجنين الحيواني لمنع تكوين عضو معين (القلب في هذه الحالة)، ثم يتم حقنه بالخلايا الجذعية البشرية التي تتولى مهمة بناء العضو المفقود. وقد نجح الفريق في تعزيز قدرة الخلايا البشرية على التكيف مع البيئة البيولوجية للخنزير من خلال منحها خصائص جينية خاصة.

أُجريت عملية الزرع في مرحلة مبكرة جدًا من تطور الجنين، تعرف بمرحلة "التويتة" (morula)، حيث يتكون الجنين من كرة مجهرية تحتوي على نحو 12 خلية فقط. بعد الزرع الناجح، تم نقل الأجنة المعدلة إلى رحم خنزير بديل، كما هو الحال في عمليات التلقيح الاصطناعي التقليدية. وبعد فترة من النمو، لاحظ الباحثون تكون قلوب جنينية صغيرة تنبض بشكل طبيعي، وأكدت الاختبارات وجود خلايا بشرية فعالة ضمن هذه الأنسجة، على الرغم من عدم تحديد النسبة الدقيقة لها.

على الرغم من النجاح الملحوظ، كشفت الدراسة عن بعض التحديات المهمة، حيث أظهرت الملاحظات أن الخلايا البشرية قد تؤثر على الوظيفة الكلية لقلب الخنزير، مما يستدعي مزيدًا من البحث والتطوير. تم اختيار الخنازير كنماذج بحثية نظرًا للتشابه الكبير بين أعضائها الداخلية وتلك الموجودة لدى البشر، مما يجعلها مرشحة مثالية لمثل هذه التجارب.

يفتح هذا الإنجاز العلمي آفاقًا جديدة في مجال زراعة الأعضاء، خاصة في ظل الأزمة العالمية المتفاقمة لنقص المتبرعين بالأعضاء. وتجدر الإشارة إلى أن عدة فرق بحثية حول العالم تعمل على تقنيات مماثلة، حيث نجح علماء من مركز إم دي أندرسون للسرطان بجامعة تكساس مؤخرًا في دمج خلايا بشرية في أعضاء مختلفة لأجنة الفئران.

لكن هذا التقدم العلمي الكبير لا يخلو من تعقيدات أخلاقية وقانونية، حيث تثير تجارب الكائنات الخيمرية أسئلة عميقة حول الحدود الفاصلة بين الأنواع، مما دفع الحكومات والمنظمات العلمية إلى وضع ضوابط صارمة لهذا النوع من الأبحاث. ورغم كل التحديات، فإن هذه التقنية الواعدة قد تشكل حلاً ثوريًا لمشكلة نقص الأعضاء البشرية في المستقبل القريب.

المصدر: Interesting Engineering

مشاركة المقال: