السبت, 5 يوليو 2025 04:00 PM

اللاذقية تحترق: الدفاع المدني يكافح ألسنة اللهب بمساعدة تركية وجهود مضنية

اللاذقية تحترق: الدفاع المدني يكافح ألسنة اللهب بمساعدة تركية وجهود مضنية

تواصل فرق الدفاع المدني جهودها الحثيثة للسيطرة على الحرائق المشتعلة في ريف اللاذقية غربي سوريا، وسط انتشار واسع لألسنة اللهب. وقد استنفرت الحكومة كافة إمكاناتها لاحتواء هذه الموجة التي تعتبر من بين الأكبر التي تشهدها المنطقة منذ سنوات.

منذ بداية الصيف الحالي، واجهت فرق الدفاع المدني العديد من الحرائق في مختلف أنحاء سوريا، وخاصة في المناطق الساحلية. إلا أن الموجة الأخيرة، التي اندلعت يوم الخميس الماضي، لا تزال مستعرة بسبب عدة صعوبات، أبرزها سرعة الرياح، وارتفاع درجات الحرارة، ووجود الألغام التي تتسبب في انتشار النيران.

بدأت فرق إطفاء تركية، صباح اليوم السبت، بالمشاركة في عمليات إخماد الحرائق في الساحل السوري، وذلك بعد تنسيق عمليات المشاركة من قبل وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية. وتضم الفرق طائرتين مروحيتين و 11 آلية (8 سيارات إطفاء، و3 ملاحق تزويد مياه).

خسائر كبيرة

اندلعت الحرائق في مناطق العطيرة والريحانية وشلف وزنزف في جبال محافظة اللاذقية، يوم الخميس. وبالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها فرق الإطفاء ووصول فرق دعم إضافية في اليوم التالي من عدة محافظات، إلا أن "الخوذ البيضاء" تواجه تحديات كبيرة تتمثل في وعورة تضاريس المنطقة، وعدم وجود خطوط فصل نيران أو طرقات في الغابات، وبُعد مصادر التزود بالمياه، بالإضافة إلى وجود مخلفات الحرب ونشاط الرياح.

يشارك 62 فريق إطفاء من الدفاع المدني السوري وأفواج الغطاء الحراجي في عملية إخماد حرائق الغابات المستمرة منذ أول أمس، في مناطق قسطل معاف وزنزف وربيعة بريف اللاذقية.

وصلت الانبعاثات الدخانية الناجمة عن الحرائق إلى القسم الشمالي لجبال الساحل – حماة المدينة – ريف حماة الغربي – ريف حماة الشمالي – الريف الجنوبي لإدلب (خان شيخون – معرة النعمان)، وتهدد تلك النيران الغطاء النباتي بالمنطقة، وهو مهم لعموم البلد.

بلغت النيران خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية منطقة قسطل معاف في ريف اللاذقية، فيما تحاول الفرق السيطرة عليها ومنع امتدادها إلى المناطق السكنية والزراعية، حيث تم تسجيل خسائر كبيرة في الغابات والأشجار المثمرة والمساحات المزروعة.

وقد نوّه مكتب الإنذار المبكر للعوامل الجوية في الدفاع المدني السوري إلى حماية الأطفال وكبار السن ومرضى الجهاز التنفسي، موجها بلبس الكمامة في المناطق التي تتعرض للدخان، والتوجه لأقرب نقطة طبية في حال الشعور بضيق تنفس أو غثيان، إضافة إلى إغلاق النوافذ والأبواب والالتزام بالمنازل.

كما دعا المدنيين إلى التوجه وإبلاغ السلطات الأمنية عن الأشخاص الذين يتعمدون افتعال الحرائق في مناطق الغابات أو إشعال النار سواء عن قصد لافتعال الحرائق أو بغير قصد لأسباب التنزه والاصطياف، وذلك لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحقهم.

استنفار كامل

استمرّ وصول المؤازرات من فرق الإطفاء من محافظات دمشق وحمص وحلب وإدلب وحماة وطرطوس، لدعم الفرق العاملة بريف اللاذقية، على مدى يومي الخميس والجمعة الفائتين.

وقال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، إنه يتابع الحدث عن كثب برفقة محافظ اللاذقية محمد عثمان، حيث جرى إرسال تعزيزات بشرية وآليات إطفاء وملاحق تزويد بالمياه، وآليات هندسية ثقيلة إلى المنطقة، كما أكد مشاركة الطيران المروحي في عمليات الإطفاء.

وأشار الصالح إلى أن اشتداد الرياح وارتفاع درجات الحرارة سبّبا توسعًا في رقعة حرائق الغابات، في منطقة "قسطل معاف" في ريف اللاذقية، بينما تواجه الفرق مشكلات بسبب وعورة التضاريس، حيث تتجاوز مساحة النيران 20 كيلومترًا مربعًا.

شارك عشرات المدنيين والفرق التطوعية في عمليات الإطفاء، وتقديم الخدمات بريف اللاذقية، فيما أجلت سيارات الدفاع المدني عائلات عدة بسبب اقتراب النيران من منازلهم.

من جانبه قال وزير الداخلية أنس خطاب، إن قوى الأمن الداخلي تقف جنبًا إلى جنب مع "الخوذ البيضاء"، مضيفا أن حماية الأهالي في المنطقة من خطر توسع انتشار الحرائق باتجاه المناطق المأهولة هو من مسؤوليات الوزارة، كما توجه بالشكر لوزير الطوارئ، ومحافظ اللاذقية.

وكانت حرائق حراجية قد اندلعت أمس الجمعة، في منطقة بين مشروع دمر وقصر الشعب في مدينة دمشق، وبدأت بالتوسع بسبب اشتداد الرياح مع ارتفاع درجات الحرارة، قبل أن تتمكن الفرق من إخماده في نفس اليوم.

مشاركة المقال: