الأحد, 6 يوليو 2025 06:31 AM

مجزرة حاس: شهادة مؤثرة تروي فاجعة فقدان عائلة في قصف النظام

مجزرة حاس: شهادة مؤثرة تروي فاجعة فقدان عائلة في قصف النظام

في يوم دامٍ من أيام تشرين الأول، وتحديدًا في السادس والعشرين من أكتوبر عام 2016، شهدت بلدة حاس في ريف إدلب فاجعة مروعة. طائرات النظام البائد استهدفت مدارس البلدة بغارات متتالية، مخلفة وراءها عشرات الضحايا، غالبيتهم من الأطفال والمعلمين، في ما عُرف بـ "مجزرة الأقلام".

من بين الشهداء كانت الآنسة جورية نعسان، المدرسة والأم، وزوجها عارف نعسان، الوالد والمربي الفاضل. استشهدا معًا أثناء محاولتهما الفرار من المدارس بعد القصف الأول، وهما يحتضنان طفليهما الصغيرين، شاكر وحلا. لم يتردد الأبوان في حماية طفليهما، فجعلا من جسديهما درعًا واقيًا من الشظايا والنيران.

نجا الطفلان بأعجوبة، رغم إصابتهما بجروح، بينما استشهد الزوجان وهما يحتضنانهما. كانت هذه اللحظة تجسيدًا للتضحية والوفاء. جمعهما الحب في الحياة، وفي الممات دُفنا جنبًا إلى جنب.

لم تكن جورية مجرد أخت، بل كانت مثالًا للمرأة المربية، الطيبة، الصبورة، والحنونة. ولم يكن عارف إلا رجلًا خلوقًا، محبوبًا من الجميع، ووالدًا مثاليًا. هذه العائلة الصغيرة التي مزقتها طائرات الحقد، يجب أن تبقى قصتها حاضرة في الذاكرة.

أكتب اليوم لأن الكلمة أمانة، ولأن دماء الشهداء لا يجب أن تضيع في زحمة الأخبار. أكتب لأجل حلا وشاكر، ليعرفا حين يكبران أن والديهما لم يموتا عبثًا، بل رحلا شهيدين، واقفين بكرامة في وجه آلة القتل والظلم.

زمان الوصل – شهادة من شقيق الشهيدة جورية نعسان

مشاركة المقال: