تعتبر التحف والصمديات المصنوعة من الصدف علامة مميزة لجزيرة أرواد التابعة لمدينة طرطوس، ومهنة تراثية عريقة تجسد الانسجام بين البحر وسكان الجزيرة. يقوم السكان بتحويل الصدف ومنتجات البحر إلى إكسسوارات فنية تجذب السياح والزوار.
عثمان يمق، أحد سكان جزيرة أرواد، تحدث لصحيفة "الحرية" عن حبه لهذه المهنة التي ورثها عن أبيه، حيث يعمل بها منذ 50 عاماً. وأكد أنه رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، يحاولون الحفاظ على هذه المهنة التراثية التي تمثل هوية وتاريخ وموروثاً للأجيال، بالإضافة إلى كونها فرصة عمل ومصدر رزق.
يشير يمق إلى أنه يجمع الصدف من البحر وينظفها ويعقمها، ثم يبدأ بتصنيع إكسسوارات الزينة كالأطواق والأساور والمرايا والصمديات والصناديق المتعددة الاستخدام والمزهريات والثريات وغيرها.
أوضح يمق أنهم كانوا يعانون قبل التحرير من تأمين بعض أنواع الصدف المستوردة ومواد الصناعة بسبب العقوبات المفروضة على سوريا، إضافة إلى دفع الإتاوات والرشاوى، مما يزيد التكلفة. أما الآن، فهناك سهولة في تأمين المواد الأولية برسوم بسيطة، مما أدى إلى انخفاض الأسعار بنسبة 40%.
يؤكد يمق أن سكان الجزيرة يتبعون سياسة الترغيب لجذب الزبائن من خلال الأسعار المدروسة والتجديد وإدخال لمسة عصرية على المنتجات. تم إدخال بعض الآلات البسيطة لتوفير الوقت وتمكين الحرفي من ابتكار موديلات جديدة.
وعن حركة البيع، نوه يمق بأنها ازدادت بشكل ملحوظ، خاصة من الشمال السوري كإدلب وحلب محلياً، وهناك إقبال كبير من السياح العرب كفلسطين والأردن ولبنان، ومن الدول الأجنبية كالسويد وألمانيا والنروج وكندا.
ولفت يمق إلى أن حركة التصدير والتجارة تحسنت، حيث أصبحوا يسوقون بضاعتهم على امتداد الساحل السوري (الشاطىء الأزرق ورأس البسيط والبدروسية وكورنيش طرطوس وجزيرة أرواد).
ويأمل يمق من الحكومة الإعفاء من الرسوم الجمركية، ولو بشكل جزئي، لدعم هذه المهنة التراثية.
اشتكى يمق من الصيد الجائر بالديناميت، مطالباً بالمراقبة والمعالجة الفورية لحماية البحر، خاصة حول جزيرة أرواد وجزيرة الحباس وشط طرطوس، حيث تتواجد أنواع نادرة من الصدف. وأكد أن الديناميت أخفى الصدف والإسفنج الطبيعي وفتت الصخور في القاع، مما أدى إلى تغيير جغرافيا قاع البحر وشح الموارد الطبيعية.
وأكد يمق أن منع الديناميت ولو لشهر يمكن البحر من استعادة موارده الطبيعية.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية