اكتشف فريق تنقيب تركي فسيفساء يعود تاريخها إلى حوالي 1500 عام، مزينة برسومات، في مدينة "دارا" القديمة التابعة لقضاء أرطوكلو في ولاية ماردين، جنوب شرق تركيا. تجري أعمال التنقيب في مدينة دارا منذ 39 عامًا، وهي مستمرة دون توقف بعد إدراجها في "مشروع تراث المستقبل" التابع لوزارة الثقافة والسياحة التركية.
تأسست مدينة دارا القديمة على يد الإمبراطورية الرومانية الشرقية بهدف حماية حدودها من الساسانيين. كشفت أعمال التنقيب عن بقايا مقبرة (تضم مقابر جماعية) وكنيسة وقصر وسوق وسجن ومستودع أسلحة وسد، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف رأس سهم ومصابيح وقطع زجاجية وخزفية ومجوهرات.
تم العثور مؤخرًا على فسيفساء بأشكال قطرات وأمواج في مبانٍ يُعتقد أنها كانت تستخدم كمساكن بجوار المتاجر وورشات العمل. صرح مدير الثقافة والسياحة بالولاية، آيهان غوك، لوكالة "الأناضول"، بأن أعمال التنقيب تُنفذ بدقة بعد إدراجها ضمن "مشروع تراث المستقبل" العام الماضي. وأشار إلى أن أحدث الاكتشافات هي فسيفساء يعتقدون أنها كانت تزين أرضية منزل.
وأضاف غوك: "تبلغ مساحة الفسيفساء حوالي 50 مترًا مربعًا، ويبدو أنها رُممت في مكانين أو ثلاثة في العصر القديم". من جانبه، أوضح عالم الآثار دفريم حسن منتشا، مدير أعمال التنقيب في دارا، أنهم ينقبون في منطقة الساحة العامة منذ حوالي 5 سنوات. وعن أرضية الفسيفساء، قال: "وجدنا عليها عملة معدنية تعود إلى عهد جستنيان الأول، مما يشير إلى أنها بنيت بين عامي 525 و 575".
وأكد منتشا أن الفسيفساء يعود تاريخها إلى حوالي 1500 عام، مشيرًا إلى أن دارا لم تكن مجرد حامية عسكرية، بل كانت أيضًا أهم مركز تجاري وديني في بلاد ما بين النهرين، حيث أقام فيها 25 ألف جندي.
المصدر: الأناضول