الثلاثاء, 8 يوليو 2025 04:46 PM

زيارة مفاجئة لمفتي الجمهورية إلى دمشق ولقاء مع الشرع يثير تساؤلات حول مزارع شبعا والموقوفين الإسلاميين

زيارة مفاجئة لمفتي الجمهورية إلى دمشق ولقاء مع الشرع يثير تساؤلات حول مزارع شبعا والموقوفين الإسلاميين

بعد مرور أكثر من 20 عاماً على آخر زيارة له لسوريا عندما كان رئيساً للمحاكم الشرعية السنية، قام مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بزيارة مفاجئة إلى «الشام» يوم السبت الماضي، برفقة وفد من مفتي المناطق. وقد اختُتمت الزيارة بلقاء استمر نحو ساعة و20 دقيقة مع الرئيس السوري أحمد الشرع.

على الرغم من أن توقيت اللقاء كان مفاجئاً، حيث كان دريان قد طلب الموعد قبل أسابيع دون وجود جدول أعمال محدد لدى دار الفتوى، إلا أن كلام الشرع الذي أُعد مسبقاً كشف عن الأسباب التي دفعته إلى استقبال الوفد في هذا التوقيت بالذات. بالتزامن مع الزيارة، نشر الإعلام العبري تقارير تفيد بمطالبة دمشق بضم طرابلس إلى سوريا.

خلال اللقاء، ألقى جميع أعضاء الوفد المرافق (مفتو المناطق وأمين الفتوى الشيخ أمين الكردي ورئيس المحاكم الشرعية السنية الشيخ محمد عساف وأمين الفتوى في طرابلس الشيخ بلال بارودي) كلمات مقتضبة، بمن فيهم دريان الذي أكد على أهمية دور دار الفتوى في نشر الإسلام الوسطي. في المقابل، استأثر الشرع بمعظم الوقت في سردية بدأت بزيارة النائب السابق وليد جنبلاط لدمشق، والتي وصفها بأنها «كانت نوعية ورافعة للحفاظ على الوجود الدرزي»، وصولاً إلى الحديث عن التطبيع مع العدو الإسرائيلي وملكية مزارع شبعا، مما يشير إلى أنه أراد تحميل الزيارة رسائل ومواقف إلى الجانب اللبناني.

يبدو أن الشرع تجنب التطرق إلى ملفات سياسية حساسة، لكن مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلي تطرق إلى ملف مزارع شبعا، مؤكداً أنها أرض لبنانية، وتحدث عن امتلاك الأوقاف اللبنانية نحو 30 مليون متر مربع داخل هذه المزارع. ردّ الشرع قائلاً: «في الوقت الحالي لا يمكننا الحديث عما إذا كانت هذه المزارع لبنانية أو سورية طالما أنها لم تتحرر من إسرائيل، وبعد التحرير سنناقش الأمر، ولكن لن تكون هناك مشكلة بيننا، فإذا ثبتت ملكيتها لنا فهي لكم، والعكس صحيح».

من جهة أخرى، تحدث الرئيس السوري عن قضية الموقوفين الإسلاميين في السجون اللبنانية، معرباً عن استيائه من بقاء القضية معلقة دون حل، «خصوصاً أنه لا مبرر لتوقيفهم طالما أنهم كانوا يحاربون النظام الذي سقط وانتصرت ثورة الشعب»، مشيراً إلى أن وزير خارجية سوريا سيزور قريباً لبنان للبحث في الأمر «لأن هذه القضية تحتاج إلى حل سريع».

تطرق الشرع إلى العلاقة مع اللبنانيين، قائلاً: «إننا نريد أن تكون لنا علاقة مع جميع المكونات اللبنانية، ولن نعمد إلى نبش الماضي أو الثأر أو حتى السؤال عن أسباب مقاتلتهم في سوريا، وإنما عمدنا إلى قلب الصفحة». كما تحدث عن نظرته إلى بناء الدولة السورية ونهضتها والعمل على وأد الفتن، خصوصاً الفتن الطائفية، وهو ما ظهر باستهداف كنيسة مار إلياس في دمشق، معتبراً أن «هذا الاستهداف كان موجهاً إلى الدولة السورية وليس إلى المسيحيين باعتبارهم جزءاً من نسيج سوريا ونسيج هذا الشرق».

بينما كانت كلمة دريان مقتضبة ولم تتطرق إلى أي ملف محلي، تحدث بارودي عن «تطلع اللبنانيين إلى العلاقات مع سوريا الجديدة بعد الظلم الذي رأوه من نظام الأسد».

ركز لقاء دريان والوفد المرافق مع وزير الأوقاف السوري محمد أبو الخير على آليات التعاون في ما يخص الشؤون الدينية والشهادات الدينية، إضافةً إلى الأزمة العالقة بشأن تداخل الأوقاف بين البلدين. إذ إن لوزارة الأوقاف السورية عقارات في لبنان والعكس صحيح، واتفق الجانبان على مزيد من التعاون.

بعد الصلاة في المسجد الأموي الكبير وزيارة بعض المقامات الدينية والتاريخية، جال دريان والوفد المرافق في جبل قاسيون حيث اطلعوا على أعمال بناء مسجد كبير في المنطقة.

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: