حمص-سانا: في إطار حملة "حمص بلدنا"، شهد حي الحميدية في مدينة حمص إضاءة شاملة لكافة شوارعه الرئيسية والفرعية. جاءت هذه المبادرة بتمويل من أحد أبناء الحي المغتربين، وبإشراف من مجلس المدينة وبالتنسيق مع محافظة حمص.
تم توزيع الإنارة بعناية على 300 نقطة في مختلف أنحاء الحي، بهدف تغطية أوسع مساحة ممكنة، مع الحرص على استخدام درجة اللون الشمسية المناسبة وإزالة أي مصادر للتلوث البصري. كما شملت الإنارة المعالم والشوارع ذات الطابع التاريخي والتراثي، لإبراز جمال الحجر الأسود.
أوضح معاون المحافظ لشؤون حمص القديمة، المهندس فارس الأتاسي، في تصريح لمراسلة سانا، أن حي الحميدية يتميز بخصوصية اجتماعية وتاريخية فريدة، كونه يقع في قلب المدينة ويمتد من الساعة القديمة حتى مقبرة الكتيب، ويربط مركز المدينة بأحياء حمص الشرقية والشمالية. وأضاف أن الحي يضم نسيجاً اجتماعياً متنوعاً يجعله مثالاً للتعايش الأهلي، بالإضافة إلى احتضانه معالم تاريخية هامة مثل سور حمص الشمالي والجامع النوري ومقام أبو الهول وكنيسة أم الزنار، وغيرها من الأماكن التي تعكس حضارة عريقة تمتد لآلاف السنين.
وأشار الأتاسي إلى أن المشروع استند إلى دراسة دقيقة لحصر التكلفة، التي تكفل بها أحد أبناء الحي، مع التركيز على إبراز الجانب الجمالي ومراعاة الجانب الوظيفي، وتصحيح بعض المفاهيم التي كانت سائدة في الحملات السابقة.
من جهتها، أوضحت المهندسة داليا عبد الصمد، المشرفة على المشروع من مديرية الأشغال في مجلس مدينة حمص، أن العمل الفعلي في المشروع استغرق شهراً واحداً، بالتعاون مع مديرية الآليات في المجلس، التي وفرت الروافع اللازمة طوال فترة التنفيذ، بالإضافة إلى روافع خاصة تطلبتها طبيعة العمل. وأشارت إلى أن العمل كان يستمر في أغلب الأيام حتى الخامسة صباحاً، وأن طول الكابلات المستخدمة بلغ 16 كيلومتراً، وتم تركيب 300 نقطة إنارة بقدرات مختلفة، تتغذى من خط خاص معفى من التقنين ومزود بخلايا ضوئية لفصل الطاقة نهاراً.