اقترح خبير اقتصادي سوري حلاً بديلاً للحد من الحرائق السنوية المتكررة التي وصفها بـ "المفتعلة"، وذلك عن طريق استبدال زراعة الأشجار الحراجية والصنوبر والسنديان بأشجار الزيتون في الأراضي المتضررة.
يرى الخبير جورج خزام أن الحرائق السنوية لن تتوقف على ما يبدو، وأن المبالغ الطائلة التي تُنفق على حملات التشجير تذهب هباءً بسبب الحرائق المتعمدة والتحطيب الجائر.
في منشور له على صفحته في "فيسبوك"، وصف خزام مقترحه بأنه حل عملي يهدف إلى منع تكرار حرائق الغابات في السنوات القادمة، وتأمين دخل لسكان الأرياف القريبة، وزيادة الإنتاج الزراعي، وتخفيض تكاليف العناية بالأحراش ومتابعتها.
وتفصيلاً لخطة خزام المقترحة، يقترح تأجير أراضي الأحراش العامة المحروقة لمزارعين من سكان المناطق القريبة حصراً، ليقوموا بالعناية المستمرة بها كونها قريبة من منازلهم، مع منع البناء عليها منعاً باتاً لأي غرض زراعي كان.
كما اقترح أن تكون مدة عقد الإيجار عشر سنوات قابلة للتمديد، مع إعفاء المستأجرين من الأجرة في السنوات الثلاث الأولى نظراً لعدم الإنتاجية. واقترح أيضاً أن يتم تحديد الأجرة النقدية عن كل دونم بقيمة محددة من كمية الزيت، على سبيل المثال 50 كغ من زيت الزيتون للدونم الواحد، مع تحديد سعر الكيلو بحسب السوق.
وشدد على ضرورة توزيع غراس الزيتون مجاناً على المزارعين الذين استأجروا الأراضي وعلى جميع من احترقت أراضيهم، وتحديد عدد محدد من أشجار الزيتون التي ستزرع في كل دونم من قبل مختصين لتحقيق أعلى إنتاجية.
وختم خزام بالقول إن الغطاء النباتي والأشجار التي تعتبر مصائد مطرية وتلطف الجو يجب العمل على إعادتها بأسرع وقت ممكن. يذكر أن جورج خزام يشغل أيضاً منصب مستشار في وزارة الاقتصاد والصناعة لشؤون السيولة والنقد.
من جهته، علّق المهندس الزراعي غاندي جروج على منشور خزام باقتراح آخر، معرباً عن عدم موافقته على زراعة الزيتون بدلاً من الأشجار الحراجية، معتبراً أن الزيتون لا يعوض ما تقدمه الأشجار الحراجية للطبيعة، وأنه لا يثمر في عمر 3 سنوات، وإذا كان المقصود الهجن الجديدة فهي تثمر في 3 سنوات ولكنها تحتاج إلى سقاية وعناية خاصة غير متوفرة. واقترح جروج زراعة الخرنوب والغار، معتبراً أنها أشجار حراجية يمكن أن تصبح محميات طبيعية تفيد البيئة إضافة إلى المردود الاقتصادي الهام من ثمارها وبذورها والقيمة المضافة صناعياً إضافة للتصدير.
يُذكر أن الساحل السوري يواجه موجة حرائق التهمت حتى الآن نحو 14 ألف هكتار، واقتربت فيها النيران من المناطق السكنية، وسط صعوبات كبيرة تواجه فرق إطفاء الدفاع المدني، الناشطة بأقصى قدراتها، بدعم إقليمي ودولي، لإنهاء هذه الموجة المستمرة منذ ستة أيام.