عادت "هبة عباس" إلى منزل عائلتها بعد غياب دام أسبوعًا تقريبًا، ولا تزال تفاصيل اختفائها غير معلنة. اكتفى أقاربها بنشر مقطع فيديو يظهر "هبة" وهي تترنح عند نزولها من سيارة، وتبدو عليها علامات التعب والإرهاق، قبل أن تحتضنها عائلتها وسط الزغاريد.
يذكر أن "هبة عباس" اختفت بالقرب من مفرق "الشقيفات" على أوتستراد جبلة اللاذقية. وكانت ابنة خالتها، الطبيبة "مايا عيسى" العاملة في قسم الأطفال بمشفى اللاذقية الجامعي، قد نشرت مناشدة لوالدة "هبة" تطالب بعودتها. تبع ذلك نشر محادثات مع شخص ادعى معرفة الخاطفين وبدأ بابتزاز العائلة.
لم تفصح العائلة عن أي تفاصيل حول ما حدث أو ما إذا تم دفع فدية، واكتفت بتقديم الشكر للأمن العام. في المقابل، شاركت الطبيبة "مايا" منشورًا جاء فيه: «بخصوص ضحايا الخطف، مطالبتهم بتقرير عالفيسبوك بمين خطف وظروف اختطافهم وهنن لسا راجعات عبيوتهم عار وبيخجل، في وسائل لتوثيق القصص حقوقياً بدون تعريض الضحايا للخطر او للضغط النفسي»، مما يؤكد وجود حالة اختطاف.
وكان عضو لجنة السلم الأهلي، قد صرح مؤخرًا في لقاء مع الإخبارية السورية بأنه لا يوجد أي استهداف لأبناء الساحل السوري سواء بالخطف أو القتل.
وقبل يومين، كشف الناشط الإعلامي "سفيان اليوسف" عن عودة "بانا خضور"، مشيرًا إلى أن الشابة عادت بعد جهود كبيرة بذلها الأمن العام والأهالي، ومتابعة حالة اختطافها واستدراجها، وأكد أنه سيتم معاقبة الفاعلين وفقًا للقانون. وقبل ذلك، عادت التي اختطفت مع شقيقها في قرية رأس العين، و"فاتن الهيبة" التي اختطفت من مدينة جبلة، دون الكشف عن تفاصيل ما حدث لهن.
وفي دمشق، نشرت صفحة "كفربطنا" عن اختفاء طفلة تدعى "حلا"، ولاحقًا ذكر أنه تم العثور عليها وقد تعرضت لحادث. كما ناشد ناشطون بالعثور على الشابة ""، وأُعلن لاحقًا عن العثور عليها في مشفى العباسيين يوم الثلاثاء، دون ذكر أي تفاصيل إضافية.
في المقابل، لا تزال الطالبة الجامعية "هيفاء أنس الحمصي" مفقودة منذ يوم الإثنين. وبحسب المعلومات المتداولة، فإنها من سكان ببيلا بريف دمشق، وقد فقدت يوم الأحد الماضي في طريقها إلى جامعتها في البرامكة. أهل "هيفاء" الذين ينتظرون أي خبر عن ابنتهم، يتشاركون ثقل وألم ساعات الانتظار مع أهل وأطفال المختطفة "" التي لا تزال مفقودة منذ اختفائها قبل أسابيع في مدينة اللاذقية.
عودة "هبة عباس" ومن قبلها "بانا" و"فاتن" لا تمحو الأسئلة المعلّقة عن مصير المختطفات الأخريات، ولا ترفع الحرج عن الجهات المعنية التي لا تزال تتعامل مع هذه القضايا بصمت يُضاعف القلق. فالأمان لا يُقاس بعدد من عدن، بل بقدرة المجتمع على أن يمنع الخطف أصلاً، ويحاسب عليه علنًا، لا همسًا في أروقة العائلات المنكوبة.
وكانت وكالة رويترز قد ذكرت في تقرير لها مؤخرًا أنها وثقت اختطاف واختفاء فتاة تتراوح أعمارهن بين 16 و39 عامًا، تم اختطافهن أو اختفائهن خلال العام الجاري عقب سقوط نظام "الأسد"، في محافظات طرطوس واللاذقية وحماة.