تواصل مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة اللاذقية جهودها الميدانية لمواجهة تداعيات الحرائق التي تجتاح مساحات واسعة من ريف المحافظة، وذلك ضمن خطة طوارئ شاملة تركز على الاستجابة الإنسانية وتنسيق العمل الإغاثي.
أوضح مسؤول الإعلام في المديرية، سائر غياث، في تصريح لمراسلة سانا أن الأولوية الحالية هي تأمين سلامة الأرواح وتوفير الاحتياجات الأساسية لفرق الإطفاء المنتشرة في مواقع الحرائق، وتقديم الدعم الإنساني للأسر المتضررة، بالإضافة إلى تنسيق جهود الجمعيات والفرق التطوعية ضمن خطة استجابة موحدة لضمان فاعليتها وتجنب إرباك العمل الميداني.
وأشار غياث إلى أن المديرية باشرت منذ الأيام الأولى بإحصاء العائلات المتضررة وجمع بيانات دقيقة لتقييم الأضرار ووضع خطط دعم مستقبلية بالتعاون مع المخاتير والوحدات الإدارية. وقد بدأت بتوزيع مساعدات عاجلة شملت سلالاً غذائية ومياه الشرب وفرشاً وبطانيات ومستلزمات الطوارئ وخدمات دعم نفسي أولي، بالشراكة مع الهلال الأحمر العربي السوري والجمعيات الخيرية والمنظمات الدولية، مع اعتماد معايير واضحة لضمان الوصول إلى الأسر الأكثر تضرراً.
وبيّن غياث أن أبرز التحديات تتمثل في صعوبة الوصول إلى بعض المناطق المحاصرة بالنيران واستنزاف الموارد والكوادر، إلا أن فرق العمل تتبع خطة طوارئ مرنة قابلة للتوسع حسب تطورات الوضع الميداني، في حين تبقى غرفة العمليات في حالة استنفار كامل على مدار الساعة لضمان الجاهزية.
ولفت غياث إلى أنه بالتوازي مع جهود الاستجابة الفورية، تعكف المديرية على وضع خطة دعم طويلة الأمد لإعادة تأهيل المناطق المتضررة اجتماعياً واقتصادياً عبر سلسلة من برامج الدعم النفسي والمجتمعي، والتأهيل المهني وتشجيع المشروعات الصغيرة لتعزيز عملية التعافي.
وأعرب غياث عن الشكر العميق لكل فرد في المجتمع المدني والفرق التطوعية ولكل يد امتدت بالعون والمساعدة في هذا الظرف الصعب، مؤكداً أن استمرار التكاتف والعمل بروح التعاون والتفاني والتنظيم كفيل بتجاوز هذه المحنة والتقليل من الخسائر.