في خطوة لدعم قطاع الكهرباء في سوريا، بدأت قطر بتنفيذ مشاريع تهدف إلى تزويد البلاد بمليوني متر مكعب من الغاز الطبيعي. وأكد القائم بأعمال السفارة القطرية أن هذه الكمية ستساهم في رفع إنتاج الطاقة الكهربائية بنحو 400 ميغاواط، مما سيؤدي إلى زيادة ساعات التغذية وتحسين استقرار التيار الكهربائي للمواطنين.
يأتي هذا المشروع في إطار التعاون الإقليمي والتمويل الدولي، حيث تسعى سوريا لتعويض خسائر قطاع الكهرباء التي تكبدها خلال سنوات الحرب. وأكد وزير الطاقة، محمد البشير، على المساعي المبذولة لتسريع عملية توريد الغاز من دولة قطر، بهدف تحسين واقع الكهرباء في سوريا.
وفي اجتماع عبر تقنية الاتصال المرئي، بحث وزير الطاقة السوري، محمد البشير، مع وزير الطاقة الأردني، صالح الخرابشة، والمدير العام لصندوق قطر للتنمية، فهد السليطي، سبل تعزيز التعاون وآليات نقل الغاز من قطر عبر الأردن إلى سوريا، ودور الصندوق في دعم المشاريع وفرص الاستثمار وتبادل الخبرات.
عبر بوابة تعاون إقليمي وتمويل دولي .. تطلع حكومي لإنعاش التوليد وتحقيق استقرار نسبي في التغذية الكهربائية
وفي تعليقه على الاجتماع، صرح البشير عبر منصة “إكس” بأنه تم الاتفاق على خطوات لتسريع عملية توريد الغاز بهدف تحسين توليد الكهرباء وزيادة ساعات التشغيل في المحافظات السورية.
قطر تطلق مبادرة لدعم الكهرباء في سوريا
كانت قطر قد أعلنت في شهر آذار الماضي عن إطلاق مبادرة إنسانية لدعم قطاع الكهرباء في سوريا، بتوجيهات من أمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وذلك من خلال تزويد البلاد بإمدادات من الغاز الطبيعي عبر الأراضي الأردنية.
وأوضح مستشار رئيس مجلس الوزراء والمتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن هذه المبادرة تأتي استجابة لحاجة السوريين، والتي بحثها أمير قطر خلال زيارته إلى دمشق في كانون الثاني الماضي. وأشار إلى أن التركيز ينصب على البنية التحتية الاستراتيجية، وخاصة قطاع الكهرباء، لتسهيل عودة النازحين وتحسين الخدمات العامة.
وتهدف المرحلة الأولى من المشروع إلى تزويد سوريا بـ400 ميغاواط من الكهرباء يومياً عبر محطة دير علي، مع خطة لزيادة الكمية تدريجياً، على أن يتم توزيع الكهرباء في عدة محافظات، منها دمشق وريفها، السويداء، درعا، القنيطرة، حمص، حماة، اللاذقية، حلب، دير الزور.
قطر تدعم بالغاز
كشف المهندس خالد أبو دي، مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء السوري، عن منحة قطرية لتزويد سوريا بمليوني متر مكعب من الغاز الطبيعي يومياً، عبر خط أنابيب الغاز العربي الممتد من مصر إلى الأردن وصولاً إلى سوريا.
وأكد المهندس خالد أن البنية التحتية السورية جاهزة لاستقبال هذه الكميات من الغاز، بعد إجراء اختبارات أثبتت كفاءة الشبكة واستعدادها التشغيلي. وسيتم توصيل الغاز القطري عبر تسييله في محطة التسييل في ميناء العقبة الأردني على البحر الأحمر، ثم يُضخ إلى سوريا عبر خط الغاز العربي.
نحو استقرار اقتصادي
أكد الدكتور يحيى السيد عمر، الخبير الاقتصادي ومدير مركز تريندز، أن الدعم القطري سيؤدي إلى زيادة عدد ساعات التغذية الكهربائية، مما سينعكس إيجاباً على الانتعاش الاقتصادي وزيادة الإنتاج والتصدير وتحسّن قيمة الليرة.
تحسّن الواقع المجتمعي
أشار محمد ياسين نجار، الوزير السابق في الحكومة السورية المؤقتة، إلى البعد الإنساني للجهود القطرية، من خلال خلق بيئة تشجع على عودة اللاجئين، حيث تُعد الكهرباء من العناصر الأساسية لتحقيق العيش الكريم والاستقرار الاقتصادي.
ويرى عمر أن تحسن واقع الكهرباء سيساهم في تعزيز الاستقرار المجتمعي وتهيئة البيئة لعودة اللاجئين، من خلال تحسين الخدمات العامة وخلق فرص عمل جديدة.