الجمعة, 11 يوليو 2025 03:50 AM

مأزق "قسد": خيارات الاندماج تضيق بعد فشل محادثات دمشق

مأزق "قسد": خيارات الاندماج تضيق بعد فشل محادثات دمشق

يبدو أن الاجتماع الذي جرى يوم الأربعاء في دمشق بين مسؤولين من الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بحضور المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك، لم يحقق النتائج المرجوة، وذلك على الرغم من الانفتاح الذي أبدته الحكومة بشأن دمج "قسد" في مؤسسات الدولة السورية.

الإعلامي جمعة الجاسم، وفي تصريح لجريدة "الوطن"، أوضح أن هذه الجولة من المحادثات جاءت نتيجة لضغط دولي متزايد على "قسد" وتقليص الوجود العسكري الأميركي، بالإضافة إلى وجود تنسيق بين واشنطن وأنقرة ودمشق. وأشار إلى أنه كان من المفترض أن تمهد هذه الجولة لصيغة تسوية توافقية تجمع بين سيادة الدولة ووحدة الأراضي، مقابل الاعتراف بحقوق إدارية محلية ودمج تدريجي لقوات "قسد"، بضمانات أميركية وفرنسية.

وأضاف الجاسم أن تعنت "قسد" وتمسكها بطموحاتها الانفصالية ومراهنتها على الخارج، أدى إلى فشل المباحثات في تحقيق أي تقدم ملموس، مما يفتح الباب أمام تصاعد التوتر في مناطق شمال وشرق سوريا. وأشار إلى أن الطرفين ناقشا ملفات أمنية وسياسية عالقة، إلا أن الخلافات الجوهرية، وخاصة مطالب "قسد" المتعلقة بالحكم الذاتي والوجود العسكري الأميركي، أحبطت أي آمال في تسوية قريبة.

وأوضح الجاسم أن المسار السياسي بين الطرفين يمر بمنعطف حرج قد يؤدي إلى أحد ثلاثة مسارات رئيسية: الأول هو تجميد المفاوضات، مما قد يؤدي إلى تصاعد التوتر في الشمال الشرقي وعودة الخطاب التصعيدي، مما يعرقل أي تسوية شاملة. أما المسار الثاني، فهو حصول ضغط أميركي وأوروبي لإعادة التفاوض، حيث يرى المبعوث الأميركي توم باراك، الذي حمّل قسد مسؤولية "البطء والمراوغة"، أن "دمشق هي الوجهة الوحيدة الممكنة"، مما يشير إلى احتمال ممارسة ضغوط أميركية وغربية على قسد لإعادتها إلى طاولة الحوار، مع احتمال تقديم صيغة مرنة توازن بين سيادة الدولة ولا مركزية إدارية محدودة.

أما المسار الثالث، فهو أن تعنت "قسد" قد يضطر سوريا وتركيا لتنفيذ عملية عسكرية مشتركة، خاصة مع وجود تسريبات تشير إلى لقاءات غير معلنة بين العواصم الدولية المعنية للحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقرارها. بالإضافة إلى ذلك، فإن تأكيد المبعوث الأميركي على أن لدمشق طريق واحد وحكومة واحدة وجيش واحد، يعزز فرضية استبعاد "قسد" من التسوية إذا استمرت في رفض شروط الحكومة السورية الأساسية.

وأكد الإعلامي جمعة الجاسم أن فشل اجتماع الأمس لا يعني نهاية العملية السياسية، ولكنه يشكل جرس إنذار حاد لقسد بأن هوامش المناورة تضيق، وأن الخيارات المتاحة تزداد صرامة. فالكرة الآن في ملعب الإدارة الذاتية، فإما أن تختار مسار الاندماج التدريجي ضمن الدولة السورية، أو تواجه عزلة إقليمية وميدانية متزايدة، ويكون عندها الحكم والفيصل هو الجيش العربي السوري. محمد رعد

مشاركة المقال: