الجمعة, 11 يوليو 2025 07:05 AM

بعد 8 سنوات من التهجير: قافلة "جسور العودة" تصل إلى جسرين بالغوطة الشرقية

بعد 8 سنوات من التهجير: قافلة "جسور العودة" تصل إلى جسرين بالغوطة الشرقية

وصلت قافلة "جسور العودة"، مساء اليوم الخميس، إلى بلدة جسرين في غوطة دمشق الشرقية، قادمة من مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، حاملةً معها أكثر من 132 عائلة مهجرة. تأتي هذه العودة بعد نحو 8 سنوات من التهجير القسري الذي مارسه نظام بشار الأسد المخلوع.

وقد تمّت هذه المبادرة بدعم من فريق "ملهم" التطوعي، الذي تكفل بتكاليف الحافلات التي نقلت العائلات والشاحنات التي حملت أمتعتهم وأثاث منازلهم.

أوضح أنس درويش، رئيس مجلس بلدة جسرين، أن العائلات العائدة تتألف من حوالي 650 شخصاً، معظمهم من أهالي جسرين. وأشار إلى أن القافلة تتكون من 5 حافلات تقل المهجرين وعشرات الشاحنات المحملة بأمتعتهم وأثاثهم.

وفي تصريح لـ"الوطن"، أكد درويش أن الحكومة وجهت بتقديم كافة التسهيلات لتأمين راحة وسكن العائلات العائدة، مع فتح المجال أمام المنظمات الأهلية والفرق التطوعية للمساهمة في إعادة المهجرين إلى مدنهم ومنازلهم الأصلية. كما دعا درويش جميع المنظمات الأهلية والفرق التطوعية إلى العمل والمساعدة في إعادة جميع المهجرين إلى ديارهم في كافة الأراضي السورية التي شهدت تهجيراً قسرياً على يد النظام السابق.

وشهد مدخل بلدة جسرين استقبالاً شعبياً حافلاً للعائلات العائدة، حيث احتشد الأهالي رافعين أعلام الجمهورية العربية السورية. وقام عدد من الشباب، مرتدين الزي الشامي، بأداء العراضة الشامية احتفاءً بعودة المهجرين، بينما عزفت الموسيقى عبر المزامير.

ووسط هتافات الترحيب بالعائدين والتعبير عن الفرحة بسقوط الأسد، ردد البعض شعارات مناهضة للنظام المخلوع. ومع وصول الحافلات، ارتفعت أصوات المستقبلين بالترحيب، وساروا ببطء نحو وسط البلدة، بينما كانت الحافلات تتبعهم. ولم يتمالك بعض العائدين أنفسهم ونزلوا من الحافلات قبل الوصول إلى وسط البلدة.

عبّر العديد من العائدين عن فرحتهم الغامرة بالعودة إلى بلدتهم ومنازلهم. وقال أحدهم لـ"الوطن": "صبرنا على الحرب التي شنها الظالم علينا، وصبرنا على مرارة التهجير والنزوح والعيش في المخيمات، والحمد لله فقد تحقق حلمنا بسقوطه على يد الثوار، كما تحقق حلمنا بالعودة".

وأوضح شاب آخر من بين العائدين أن تحرير سوريا من النظام السابق المجرم ما كان ليتم لولا جهود أبناء هذا البلد الشرفاء ولولا دماء الشهداء، وكذلك العودة اليوم ما كانت لتتم لولا أبطال الثورة ودماء الشهداء.

وعلى الرغم من الفرحة العارمة بالعودة، أوضح رجل في العقد الثالث من العمر أنه سيقيم مؤقتاً في منزل أحد أقاربه، نظراً لحاجة منزله إلى ترميمات مكلفة. وأعرب عن أمله في أن يتمكن من تأمين مبلغ صغير لترميم جزء من منزله في المستقبل القريب. وختم قائلاً: "المهم أن نظام الأسد المجرم ولى. المهم أننا عدنا، وما بعد ذلك يهون".

مشاركة المقال: