دمشق – نورث برس – في خطوة تاريخية، بدأ حزب العمال الكردستاني اليوم الجمعة عملية نزع سلاحه في إقليم كردستان العراق، وذلك بعد أربعة عقود من الصراع المسلح مع تركيا. تأتي هذه الخطوة استجابة لدعوة من زعيم الحزب المعتقل في تركيا، عبد الله أوجلان.
وكان أوجلان قد دعا في 27 فبراير 2025 حزبه إلى حل نفسه وإلقاء السلاح، وهي الدعوة التي لاقت ترحيباً إقليمياً ودولياً واسعاً. وقد أجرى حزب العمال الكردستاني مراسم عملية نزع السلاح في منطقة قريبة من مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، حيث يتمركز معظم مقاتلي الحزب منذ سنوات.
وفي مطلع يوليو الجاري، صرح مسؤول في حزب العمال الكردستاني بأن حوالي 30 مقاتلاً ممن شاركوا في القتال ضد القوات التركية سيقومون بحرق أو تكسير أسلحتهم قبل العودة إلى الجبال. وتعتبر خطوة نزع السلاح هذه محطة رئيسية في المفاوضات غير المباشرة الجارية منذ أكتوبر بين أوجلان وأنقرة برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
يلعب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، وهو ثالث أكبر فصيل سياسي في تركيا، دوراً رئيسياً في الوساطة بين أنقرة وأوجلان، الذي يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة منذ عام 1999 في جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول. وكان حزب العمال الكردستاني، الذي أسسه عبد الله أوجلان في نهاية سبعينيات القرن الماضي، قد أعلن في 12 مايو حل نفسه وإلقاء السلاح بعد مؤتمره الثاني عشر.
في مقطع مصور بُث يوم الأربعاء الماضي، قال أوجلان، البالغ من العمر 76 عاماً: "في إطار الوفاء بالوعود التي التزمنا بها، ينبغي إنشاء آلية لإلقاء السلاح تُسهم في تحقيق تقدم في العملية، وانتهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي والانتقال إلى المرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية".
من جانبه، أعلن أردوغان في تصريح أمام أعضاء حزبه الحاكم يوم الأربعاء الدخول في "مرحلة جديدة"، معرباً عن أمله في أن تنتهي هذه العملية بنجاح في أسرع وقت، دون أي حوادث أو محاولات تخريب. وتمثل هذه التطورات بداية مرحلة جديدة في العلاقة بين الدولة التركية والكرد، مع دعوات لتشكيل لجنة برلمانية تركية للإشراف على عملية نزع السلاح وإدارة عملية سلام أوسع نطاقاً.
تحرير: خلف معو