الأحد, 20 يوليو 2025 11:32 PM

حرائق اللاذقية تتجدد وتتسع: العراق يقدم الدعم والإسناد

حرائق اللاذقية تتجدد وتتسع: العراق يقدم الدعم والإسناد

شهدت مناطق في الساحل السوري تجددًا وانتشارًا واسعًا لبؤر النيران خلال الليلتين الماضيتين. وأفاد عبد الكافي كيالي، مدير مديرية الساحل في الدفاع المدني السوريّ، بأن ريف اللاذقية يشهد تجددًا وانتشارًا واسعًا للحرائق باتجاه محورين رئيسيين: الأول في منطقة قسطل معاف باتجاه جبل "النسر"، والثاني في محور عطيرة باتجاه جبل التركمان.

وأوضح كيالي أن الحرائق امتدت في وادٍ عميق وصعب التضاريس، تنتشر فيه الألغام ومخلّفات الحرب، بسبب الرياح الشديدة التي أدت إلى انتشار النيران بسرعة. وأشار إلى أن عمليات القطع الناري والعزل والتبريد غير مجدية في ظل هذه الظروف، بسبب انتقال الشرارات لمسافات تتجاوز 500 متر، ما يتسبب في اندلاع الحرائق في الغابات السليمة.

وذكر كيالي أن حوالي 15 ألف هكتار من الغابات احترقت حتى الآن في ريف اللاذقية، وتتركز معظم هذه المساحات في منطقتي قسطل معاف وجبل التركمان. وتتركز الجهود حاليًا على محوري جبل "النسر" وغابات "الفرنلق" باتجاه عطيرة، لمنع تمدد النيران داخل الغابات الكثيفة والوعرة، والتي تحتوي أيضًا على مخلّفات حرب.

كما أشار كيالي إلى أن طريق قسطل معاف- كسب قُطِعَ لفترة وجيزة الليلة الماضية بسبب امتداد النيران على جانبي الطريق، ولكن تم التعامل مع الوضع ووقف الامتداد، وإعادة فتح الطريق وتأمينه. وأكد وجود أكثر من 150 فريقًا يعمل على الأرض ضمن غرفة عمليات متكاملة، تضم عناصر من الدفاع المدني السوري، وأفواج الإطفاء الحراجية، وأفواج تابعة لمجالس المحافظات المختلفة، بالإضافة إلى فرق تطوعية ومؤسسات. وتشارك في العمليات أكثر من 300 آلية وعشرات آليات الدعم اللوجستي، و 18 بلدوزرًا ومعدات ثقيلة لفتح خطوط القطع الناري وتسليك الطرقات.

مؤازرة من العراق

أعلن مدير الدفاع المدني بالساحل عن وصول فرق من العراق للمساعدة في عمليات الإخماد، ومن المتوقع دخول 20 سيارة مع كوادرها البشرية، بالإضافة إلى استمرار عمل الفرق الأردنية واللبنانية، والإسناد الجوي والبري من تركيا والطيران السوري.

وأشار كيالي إلى تحقيق مراحل متقدمة في السيطرة على النيران، لكن تبدل اتجاه الرياح باستمرار يسبب إرباكًا للعمليات على الأرض، نتيجة انتقال النيران بشكل مفاجئ إلى زاوية معاكسة. وأكد أن الفرق تبذل قصارى جهدها، لكن التعامل مع حرائق الغابات صعب ويحتاج إلى كميات هائلة من المياه.

وكان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، قد أعلن في وقت سابق عن احتراق أكثر من 15 ألف هكتار من الأراضي الزراعية والحرجية في الساحل السوري، مشيرًا إلى أن هذه المساحات الكبيرة تعكس حجم الكارثة، وأن العمل جارٍ على إعداد خطة شاملة لحماية الغابات ومنع تكرار مثل هذه الحرائق مستقبلًا.

وذكرت مصادر محلية بريف اللاذقية أن ظهر الخميس 10 من تموز كان "أشد وأسوأ أيام الحرائق حتى الآن"، حيث امتدت النيران إلى غابات كثيفة الأشجار ووعرة التضاريس، في المساحات الممتدة بين منطقة "الشيخ حسن" وقمة الـ"45"، والتي تعتبر من أجمل مناطق الاصطياف الجبلية في الساحل السوريّ.

مشاركة المقال: