يعاني مستشفى "داريا الوطني" في ريف دمشق من وضع مماثل لحال المنازل المدمرة في المدينة، حيث تحول إلى مبنى متهالك نتيجة لقصف قوات النظام. تتناثر الأنقاض في أرجاء المستشفى، وأصبحت أقسامه الداخلية غير صالحة لاستقبال المرضى بسبب الدمار وتراكم الركام الذي يعيق حتى دخول المراجعين.
استهدف النظام السابق المستشفى عدة مرات، خاصة بعد تحويله إلى مستشفى ميداني لعلاج الجرحى المحاصرين في المدينة. وبعد سقوط نظام الأسد، يطالب أهالي داريا بترميم المستشفى وإعادة تشغيله، مشيرين إلى إهمال النظام له منذ سيطرته على داريا في عام 2016. يخدم المستشفى مناطق واسعة في ريف دمشق الغربي، بما في ذلك المعضمية وجديدة عرطوز وصحنايا.
يقول عزت شكوك، أحد سكان داريا، إن المستشفى كان يوفر على المرضى عناء السفر إلى مستشفيات دمشق لتلقي العلاج. وأضاف أنه بعد سيطرة النظام السابق على المدينة، تدهور الوضع الطبي بشكل كبير، حيث لا توجد أي نقاط طبية أو مستوصفات أو مراكز صحية في المدينة، مما يضطر الأهالي لنقل المرضى إلى مستشفيات العاصمة مثل "المجتهد" أو "المواساة". وأشار إلى أن محاولات المنظمات والمجتمع المحلي لترميم المستشفى في عهد النظام باءت بالفشل بسبب رفض نظام الأسد.
يناشد أهالي داريا المنظمات الدولية والمجتمع المحلي للمساهمة في إعادة تشغيل المستشفى، مؤكدين أنه يحتاج إلى إعادة بناء شاملة وليس مجرد ترميم.
أفاد محمود طالب، وهو من سكان داريا، بأن "الفرقة الرابعة" بقيادة ماهر الأسد، شقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد، لم تكتف بتدمير المستشفى، بل قامت بسرقة جميع محتوياته، بما في ذلك الشبابيك وكوابل الكهرباء. وأضاف أن الأهالي يواجهون صعوبات كبيرة في نقل المرضى إلى مستشفيات دمشق بسبب عدم توفر وسائل النقل.
بعد سقوط النظام في سوريا، شهدت داريا عودة العديد من السكان، مما زاد الضغط على الخدمات الصحية. ويطالب الأهالي بافتتاح مركز طبي لخدمة المدينة والمناطق المحيطة.
أوضح معاون وزير الصحة للشؤون الصحية، حسين الخطيب، أن وزارة الصحة زارت المستشفى للاطلاع على وضعه، وتقرر البدء بإعادة تأهيل أقسام العيادات الخارجية والإسعاف كمرحلة أولى، تمهيدًا لتفعيل المستشفى بكامل طاقته التشغيلية. وأكد أن خطة إعادة التأهيل تتم بالتنسيق مع الجهات المعنية والمنظمات الدولية، مع التطلع إلى دعم المجتمع المحلي. وأشار إلى أن الوزارة لديها خطة للنهوض بالخدمات الصحية، تتضمن إصلاح الأجهزة الطبية المعطلة وتأمين المستلزمات الضرورية، وأن إعادة تأهيل المستشفيات تتم بالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية والمجتمع المحلي.
في عام 2016، اندلع حريق في المستشفى بعد تعرضه لغارة بالنابالم، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة. وشهدت داريا معارك بين "الجيش الحر" وقوات نظام الأسد، انتهت بإفراغ المدينة في 26 آب 2016.