تُوّج الملاكم السوري بشار معين الشوفي بلقب النسخة الثالثة من بطولة "FFC" الدولية للملاكمة، بعد فوزه المستحق على خصمه الإيراني في الجولة الثانية من النزال النهائي. أُقيمت البطولة في فندق "الشيراتون" بالعاصمة العُمانية مسقط، بتنظيم من نادي "FitBox" بالتعاون مع اللجنة العُمانية للفنون القتالية والدفاع عن النفس.
شهدت البطولة مشاركة نخبة من الرياضيين المحليين والدوليين، واحتضنت عشرة نزالات حماسية، بينها نزالان على اللقب، فيما انتهى أحد النزالات بالتعادل بعد أربع جولات. يضيف فوز الشوفي إنجازًا جديدًا للملاكمة السورية على الساحة الدولية، وسط إشادة واسعة بأدائه الفني وقوته في الحلبة.
في حوار خاص مع عنب بلدي، تحدث الملاكم السوري بشار الشوفي عن رحلته إلى حلبة العالمية، متناولًا أبرز محطات تجربته، والتحديات التي واجهها، وطموحه في نقل هذه التجربة إلى سوريا.
ظروف صعبة
وصف الشوفي فترة تدريباته قبل البطولة بأنها كانت "صعبة للغاية"، مشيرًا إلى أن القاعة التي تمرّن فيها كانت بسيطة مقارنة بالمرافق التي توفرها القاعات العالمية. وأضاف أن تلك الظروف لم تكن عائقًا، بل دافعًا إضافيًا للاستمرار والتطور. وأوضح أنه تلقى تدريبه في سلطنة عمان قبل البطولة بستة أشهر، حيث خضع لمعسكر تدريبي مكثف ومتواصل.
الاحتراف والعالمية
قال الشوفي إن أولى خطواته نحو الاحتراف كانت "قرارًا كبيرًا" تطلّب تحضيرًا ذهنيًا ونفسيًا طويلًا، مضيفًا، "لم يكن الأمر سهلًا أبدًا، لكن كل خطوة كانت تقرّبني من هدفي". وعن تجربته في البطولة العالمية التي تُوّج بها، وصفها الشوفي بـ"الاستثنائية"، مؤكدًا أنها منحته خبرة كبيرة في التعامل مع الحلبة والجمهور الدولي، وتابع، "أدركت أن السيطرة على الذهن هي الأساس، فالجسد وحده لا يكفي".
الشوفي، وهو مهندس من محافظة السويداء، تحدّث أيضًا عن سعيه الدائم لتحقيق التوازن بين مسيرته المهنية وشغفه في رياضة الملاكمة، مؤكدًا أن المجالين يكمّلان بعضهما.
وعن لحظة فوزه في بطولة "FFC" العالمية ورفع علم سوريا، قال، "كان شعورًا يفوق الوصف، في تلك اللحظة، كل التعب الذي مررت به تحول إلى فخر وسعادة. لم يكن إنجازًا شخصيًا فحسب، بل شعرت أنني أمثل سوريا أمام العالم".
وفي رسالته إلى الشباب السوري، دعاهم إلى عدم الاستسلام للواقع الصعب، قائلًا، "لا تيأسوا، المهم أن تستمروا في الاجتهاد، وأن تكونوا مستعدين عندما تأتي الفرصة. الإيمان بالنفس أهم من أي دعم خارجي، وإذا صمدتم اليوم، سيكون اسمكم في القمة غدًا".
أعرب الشوفي عن أمله في أن تشهد الملاكمة السورية نهضة حقيقية، كاشفًا، دون الخوض في التفاصيل، عن عمل جديد وصفه بـ"الخطوة القوية" التي يعمل عليها حاليًا، واعدًا بالإفصاح عنها لعنب بلدي حال اكتمالها.
وختم بقوله، "أنا مؤمن أن الحياة مثل الحلبة، إما أن تقاتل وتنهض، وإما تنتهي قبل أن تبدأ".