الإثنين, 14 يوليو 2025 04:42 AM

الجوجيتسو يكتسح الساحة السورية: انتشار متزايد وإنجازات واعدة رغم التحديات

الجوجيتسو يكتسح الساحة السورية: انتشار متزايد وإنجازات واعدة رغم التحديات

عنب بلدي – رغد عثمان – تُعد رياضة "الجوجيتسو" من الفنون القتالية الحديثة الأكثر انتشارًا على مستوى العالم، وخاصةً "الجوجيتسو" البرازيلية التي انطلقت في بداية القرن العشرين. وقد تطورت هذه الرياضة من أساسيات "الجودو" (newaza)، حيث قام بتدريسها عدد من اليابانيين الذين هاجروا إلى البرازيل، بمن فيهم تاكيو يانو، وميتسويو مايدا، وتوشيهيرو ساتاكي، وإيساو أوكانو.

يركز هذا النوع من الفنون القتالية على التصارع، مع اهتمام خاص بالقتال الأرضي، حيث يجمع بين القوة والمرونة، ويعتمد بشكل كبير على المهارة والتكتيك خلال النزالات. وقد شهدت هذه الرياضة حضورًا متزايدًا في سوريا خلال السنوات الأخيرة، حيث أولتها الجهات الرياضية، مثل وزارة الرياضة واتحاد الفنون القتالية، اهتمامًا ملحوظًا من خلال تنظيم البطولات والدورات التدريبية، بالإضافة إلى العمل على نشر ثقافتها وتشجيع ممارستها بين مختلف الفئات العمرية.

رياضة حديثة في سوريا

أوضح رئيس "اللجنة العليا للجوجيتسو" في سوريا، حازم رمضان، لعنب بلدي، أن رياضة "الجوجيتسو" تعتبر من الرياضات الحديثة نسبيًا في سوريا. وأشار إلى أن اللجنة بدأت عملها الرسمي في عام 2021، ومنذ ذلك الحين تعمل على ترسيخ هذه الرياضة ونشرها على نطاق أوسع.

وأضاف رمضان: "تمكنا خلال العام الماضي من تنظيم بطولات الجمهورية لجميع الفئات العمرية، وشهدنا مشاركة واسعة من مختلف المحافظات السورية. ونحن نركز حاليًا على بناء قاعدة قوية تشمل الفئات العمرية الصغيرة". كما لفت إلى وجود إقبال متزايد من فئة الشباب، خاصة المهتمين برياضة الفنون القتالية المختلطة (MMA)، حيث يتجه العديد من اللاعبين الراغبين في احتراف رياضة الـ"MMA" إلى تعلم "الجوجيتسو"، لأنها تعتبر من الأساسيات الهامة في هذا النوع من الرياضات.

مشاركات وإنجازات

أكد حازم رمضان أن رياضة "الجوجيتسو" تشهد انتشارًا متزايدًا في سوريا، حيث تمارس حاليًا في ثماني محافظات، مع وجود مؤشرات إيجابية لمستقبل واعد للعبة على المستوى المحلي. وأرجع هذا التطور إلى وجود كوادر مؤهلة تعمل على تدريب اللاعبين وصقل مهاراتهم، بالإضافة إلى وجود لاعبين سوريين متميزين، سواء داخل سوريا أو في الخارج، والذين أثبتوا حضورهم القوي في مختلف البطولات المحلية والدولية.

وعلى الرغم من حداثة اللعبة في سوريا، فقد استطاع المنتخب الوطني تحقيق إنجازات ملحوظة، حيث فاز بميداليتين برونزيتين في بطولة آسيا 2025 في الأردن، بعد أن حقق ميدالية فضية وأخرى برونزية في بطولة آسيا 2024 التي استضافتها أبو ظبي، مما يعكس التطور المتسارع للمنتخب على المستوى الآسيوي. كما شارك المنتخب السوري في بطولات عربية هامة، مثل بطولة العرب وبطولة الخليج، حيث سجل نتائج جيدة تؤكد تطور اللعبة وازدهارها في سوريا.

تحديات

تمر لعبة "الجوجيتسو" في سوريا حاليًا بمرحلة التأسيس والانطلاق، وهي بحاجة إلى دعم واسع يشمل تنظيم المعسكرات التدريبية الداخلية والخارجية، وزيادة فرص المشاركة في البطولات الدولية، مما يساهم في تطوير مستوى اللاعبين وصقل خبراتهم، وفقًا لما أكده حازم رمضان.

وأشار إلى أن أبرز التحديات الحالية تتمثل في الجانب المادي، بالإضافة إلى قلة أماكن التدريب المناسبة. وأوضح أن اللاعب السوري يمتلك قدرات بدنية وذهنية عالية تؤهله لتحقيق نتائج مميزة في مختلف البطولات، ولكنه يحتاج إلى الخبرة الدولية والمشاركة في المنافسات الكبرى. وأشار إلى أن اتحاد الفنون القتالية يواصل تقديم كل ما يمكن لدعم اللعبة ونشرها، وأن وزارة الرياضة تبذل جهدها وتقدم الدعم المتاح في ظل الظروف الراهنة.

وأكد أن الجهود مستمرة حاليًا بهدف تنظيم بطولة دولية لـ"الجوجيتسو" في سوريا خلال الفترة المقبلة، بهدف تعزيز حضور اللعبة وتوسيع انتشارها محليًا ودوليًا.

مشاركة المقال: